إعداد: ماريا قيومجيان
في الوقت الذي تهز سوريا أعمال العنف في جرمانا والسويداء، وبين أخبار القتل والموت، هناك صوت آخر يعلو. صوت لا يحمل بندقية ولا يهتف بالكراهية، بل يقاوم بطريقته: بالأغاني والموسيقى.
من قلب الألم، ووسط المشهد السوري المثقل بالحرب والتشظّي، أطلقت مجموعة من الموسيقيين السوريين الشباب والأطفال فعالية “جاز من أجل السلام”، وهي مساحة فنية حرة هدفها غرس الأمل، وتعزيز ثقافة الحياة، وتذكير الجميع أنه ما زال في هذا البلد نبضٌ يُراد له أن يبقى.
في بيت نعسان الأثري الذي امتلأ بالأنغام والضحكات، اجتمع مشاركون من أعمار وخلفيات مختلفة، متحدين بالخوف من الحرب، ولكن موحدين بالحلم بالمستقبل. كانت الآلات الموسيقية تصدح بألحان حرة، أحياناً مرتجلة، لكنها دوماً نابضة بالصدق.
ما ميز الفعالية هو أن الأطفال لم يكونوا مجرد حضور، بل كانوا جزءاً من المشهد. وقفوا على المسرح وغنّوا، عزفوا، وشاركوا بموسيقاهم الصافية التي تشبه ضحكاتهم، وكأنهم يقولون: “نحن هنا، رغم كل شيء”.
يقول أحد المشاركين “نحن لانستطيع حمل السلاح لكننا نحمل الأغاني والموسيقى وبها نحارب من أجل السلام”.
“جاز من أجل السلام” لم يكن مجرد حفل موسيقي، بل رسالة واضحة بأن الفن ليس ترفاً، بل ضرورة إنسانية، ووسيلة للتنفس في زمن الاختناق، وجسر للتواصل بين أبناء البلد الواحد الذين باعدت بينهم الحرب.
في النهاية، غادر الحضور وعلى وجوههم ابتسامة خفيفة… ابتسامة من يعرف أن الحياة لا تزال ممكنة، وأن السلام يبدأ أحياناً من نغمة واحدة.