عن كرامة الإنسان وحقّه في الانتماء، تحدّث… وعن الإقصاء، وقف بوجهه كما لو كان ظُلماً عتيقاً يسعى إلى كسره بالنور.
في رحيل البابا فرنسيس، لا تخسر الكنيسة الكاثوليكية زعيماً روحياً فقط، بل يخسر العالم صوتاً نادراً جعل من كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة قضية مركزية في رسالته البابوية. على مدار سنوات خدمته، لم تكن الإعاقة في نظره ضعفاً، بل بوابة لفهم أعمق للإنسانية، وعلامة لوجوب التغيير لا الشفقة.
قالها بصوت الإيمان والثقة، وجعل منها قاعدة أخلاقية في وجه ثقافة الاستبعاد السائدة

"أثق بأن كل جماعة مسيحية ستكون منفتحة على حضور إخوتنا وأخواتنا من ذوي الإعاقة، وستضمن دائمًا الترحيب الكامل بهم ودمجهم في الحياة الكنسية."
ثورة صامتة داخل الكنيسة
منذ توليه الحبرية، دعا البابا إلى “تحوّل داخلي” في الكنيسة يتجاوز الأقوال إلى أفعال حقيقية للشمول. فبحسب كلماته:
“لا يمكن أن يكون هناك في الكنيسة نحن وهم، بل نحن واحدة، مع يسوع المسيح في المركز.”
لم يكتفِ بالكلمات. فتح أبواب الفاتيكان للمؤتمرات المخصصة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وحرص على أن يكونوا “ليسوا متلقين سلبيين، بل فاعلين في التغيير والمشاركة.”
مواجهة ثقافة الإقصاء
tفي واحدة من أقوى تصريحاته، قال البابا فرنسيس:
“ثقافة الإقصاء، المدفوعة بالربح والكفاءة والنجاح، تُهمّش الأشخاص ذوي الإعاقة وتُهدد كرامتهم التي منحها الله لهم.”
وفي مواجهة هذه الثقافة، دعا إلى بناء “ثقافة الحياة”، حيث يتم الاعتراف بقيمة كل إنسان، مهما كانت حالته الجسدية أو الذهنية.

"ثقافة الإقصاء، المدفوعة بالربح والكفاءة والنجاح، تُهمّش الأشخاص ذوي الإعاقة وتُهدد كرامتهم التي منحها الله لهم."
إدماج لا شفقة
رفض البابا النظرة التي ترى في الشخص ذي الإعاقة مأساة فردية، ووجّه نقداً حاداً حتى للمجتمعات الغنية التي “تعتبر الإعاقة شأناً شخصياً لا تلتفت إليه بقية فئات المجتمع.”
وبدلاً من ذلك، رأى في كل شخص دعوة لعلاقة خاصة مع الله، حيث قال:
رمزية في الحضور الشخصي
لم تكن كلماته وحدها هي الرسالة؛ بل جسّد البابا ذلك بنفسه.
استخدامه للكرسي المتحرك لم يكن ضعفًا بل رمزاً لقوة الشمول، كاسراً الصور النمطية ومانحًا بذلك الملايين من ذوي الإعاقة شعوراً بأنهم ليسوا على الهامش.

في خطاباته ولقاءاته، لم تكن الإعاقة مأساة، بل كانت دعوة لعلاقة فريدة مع الله. وقالها في كلمات خالدة:
“حتى الحالات التي تتسم بقيود كبيرة، هي دعوة لنسج علاقة فريدة مع الله، الذي يعيد للناس ازدهارهم من جديد.”
*حرص على أن تكون الكنيسة بيتاً مفتوحًا:
*دعا إلى يوبيل خاص للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن Giubilaeum 2025.
*شجّع على إزالة الحواجز المعمارية والبشرية من الكنائس.
*طالب بتدريب رجال الدين على مفاهيم الشمول والتنوع.
*آمن أن الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا متلقين بل محرّكون للتغيير.
**وفي حضوره الشخصي، كان خير مثال…
استخدامه للكرسي المتحرك لم يكن علامة ضعف، بل رسالة: الإعاقة لا تُقصي الإنسان من دوره، بل تضيء مسارًا مختلفًا لقوّته.
رحيله خسارة… ورسالة باقية
رحل البابا فرنسيس، لكن كلماته ستبقى: