منصة إرادة
نظّم عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة ومناصريهم وقفات صامتة في ثلاث محافظات سورية شملت دمشق، السويداء، واللاذقية. وحمل المشاركون لافتات وشعارات تدعو للتمثيل الصحيح وترفض الإقصاء والتهميش، مطالبين بدمج حقيقي لذوي الإعاقة.
وأشار المشاركون إلى أن هذه الوقفات تذكير للمجتمع والحكومة والجهات الفاعلة بوجودهم ورغبتهم في أن يكون لهم دور حقيقي في المرحلة القادمة. وكتبوا على أحد اللافتات “نحن أكبر أقلية في سوريا وننتمي لجميع الأطياف”، معتبرين أن تفعيل مشاركتهم في البناء الجديد للمجتمع والدولة “ضرورة وليس خياراً”.
وبحسب المنظمين، تهدف هذه الوقفات إلى تسليط الضوء على مطالبهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوقهم الأساسية “في التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل والمشاركة الاجتماعية والسياسية”. مؤكدين أن هذه الوقفات تأتي في إطار جهود مستمرة لتذكير المجتمع وصناع القرار بالتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في سوريا، والحاجة الملحة لاتخاذ خطوات عملية لمعالجتها.
ودعت لهذه الوقفات المشتركة الرابطة السورية لذوي الإعاقة تحت عنوان “وقفة لأجل التشاركية”، وانضم لها عدد من الجهات مثل اتحاد ذوي الإعاقة في السويداء وجمعية المكفوفين في دمشق.
وقالت الرابطة السورية لذوي الإعاقة، وهي قيد التأسيس في دمشق، أن هذه التحركات ليست إلا بداية لسلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي، ودعم قضايا ذوي الإعاقة على المستويين المحلي والوطني، مع التشديد على أهمية التضامن والعمل المشترك لتحقيق مستقبل أكثر شمولاً وعدالة.
من جهته، طالب اتحاد ذوي الإعاقة بالسويداء، في بيان أصدره تزامناً مع التجمع في ساحة الكرامة، بحماية حقوق شريحة ذوي الإعاقة على امتداد الجغرافيا السورية ومساواتهم مع جميع شرائح المجتمع.
وكان إشراك ذوي الإعاقة في الحوار الوطني الجديد من المطالب التي تحدث عنها المشاركون، مؤكدين حقهم الذي جرى تجاهله طويلاً في التمثيل السياسي. كما طالبوا بتثبيت العقود السنوية لذوي الإعاقة كافة في الدوائر الرسمية الحكومية وزيادة نسبة توظيفهم، إضافة إلى تأمين بطاقات ضمان صحي تكفل لهم الحياة بكرامة، ومطالب خاصة بالنقل وتأهيل البنية التحتية ودعم الرياضيين منهم “الذين حققوا نتائج آسيوية وعالمية وأولمبية ووضعهم في الإدارات الرياضية الجديدة واسترجاع حقوقهم المسلوبة سابقاً”.
ويأمل المنظمون أن تكون هذه الخطوة بداية لتوحيد الأصوات والعمل نحو إنشاء رابطة لذوي الإعاقة السوريين تضم أعضاء من كافة أنحاء المحافظات السورية. حيث يحاول ذوو الإعاقة والناشطين والداعمين لهم إثبات وجودهم والمطالبة بدورهم في مجتمع مدني يحفظ حقوقهم بعيداً عن المقاربات الخيرية والإقصاء.
كان النظام السابق قد قلص نشاط المنظمات الدولية وحدّ من عملها داخل سوريا. ومع قلة الجمعيات الخيرية وانتشار الفساد، عانى ذوو الإعاقة من مصاعب وعقبات عديدة. نسبة ذوي الإعاقة في سورية تتجاوز 30% بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وهي ضعف النسبة العالمية بسبب الإصابات التي خلفتها العمليات الحربية. ومع غياب قوانين حقيقية وجمعيات فاعلة، عانى ذوو الإعاقة من التهميش وقلة الخدمات وانعدام فرص العمل.