الإرادة

بسمة أمل: البسمة على وجوه المكفوفين

إعداد: محمد مستو

تأسس معهد بسمة أمل في ضاحية قدسيا بريف دمشق على يد الحاجة مها نويلاتي، رحمها الله، بهدف تعليم وتأهيل المكفوفين وضعاف البصر، كجزء من مشاريع جمعية لمسة شفا الخيرية.

 

وقد بدأ المعهد عمله في عام 2019 بـ 147 طالبًا وطالبة، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 20 عامًا، من الصف الأول وحتى الصف الثالث الثانوي “البكالوريا”، ويأتي معظم الطلاب من الريف مثل السيدة زينب، الغوطة، حرستا، دوما، حران العواميد، القاسمية وغيرها.

معلومات حول المعهد

من شروط الالتحاق بالمعهد أن يكون لدى الطالب إعاقة بصرية فقط، دون وجود إعاقات أخرى، ما لم تكن هناك إعاقة بصرية مصحوبة بإعاقة أخرى طفيفة لا تؤثر على أدائه الدراسي.

 

يقتصر الدوام على ثلاثة أيام في الأسبوع بسبب أزمة المحروقات وارتفاع تكاليفها، وتتوفر 9 حافلات لنقل الطلاب، ويضم الكادر التدريسي 19 معلمًا ومعلمة، من بينهم 7 مكفوفين و4 من ضعاف البصر، بالإضافة إلى الكادر الإداري.

 

يقوم المعهد بتدريس جميع المواد الدراسية المعتمدة من قبل وزارة التربية “المنهاج التربوي” تحت إشراف وزارة التربية – مديرية تربية ريف دمشق.

 

وتكون الدراسة في المعهد مجانية بالكامل، حيث لا يتقاضى المعهد أي رسوم من الطلاب نظرًا لأن جمعية لمسة شفا تتحمل جميع المصاريف والأجور من رواتب ونقل وغيرها من المصاريف الأخرى.

وسائل مساعدة

تشمل لوازم الدراسة للمكفوفين ألواح الكتابة البارزة، والأقلام المسمارية، وألواح الرياضيات والأحجار الخاصة، وكتب المناهج الرسمية المقررة من وزارة التربية. كما تتوفر نوطات وملخصات ورقية مصورة بحجم كبير لضعاف البصر، ونوطات وملخصات ورقية مطبوعة بطريقة برايل للمكفوفين، بالإضافة إلى حقائب مدرسية ومطرة ماء. وتُقدم أحيانًا مستلزمات الأطفال مثل ألعاب تناسب قدراتهم، مثل مكعب الروبيك، لعبة (x, o)، وكرات مطاطية. وتُوزع المساعدات التي تأتي من أهل الخير للأيتام والأكثر احتياجًا. على الرغم من تقديم وزارة التربية لنسبة جيدة من الوسائل التعليمية المجسمة، إلا أن المعهد لا يزال بحاجة إلى الكثير، وخاصة آلات الكتابة التي توجد بمستودعات الوزارة ولا تُستخدم، وهي ضرورية للمعهد.

االتحديات والطموح

يواجه المعهد عدة تحديات، من أبرزها عدم وعي بعض الأسر بأوضاع أبنائهم، حيث لا يبدون اهتمامًا كافيًا ولا يتواصلون مع إدارة المعهد للاطلاع على تقدمهم ونجاحاتهم، بل يفضلون فقط إبعادهم عن المنزل. تحدي آخر هو الارتفاع الحاد في أسعار المازوت، الأمر الذي يؤثر سلبًا على نقل الطلاب والمعلمين نظرًا لارتفاع التكاليف، بالإضافة إلى تشغيل المولدات الكهربائية لأن بعض الأدوات تتطلب طاقة كهربائية.

تسعى إدارة المعهد للتطوير بقبول المزيد من الطلاب عندما تسمح الظروف ويتوفر الدعم اللازم، وتجهيز السكن الداخلي للطلاب الذي يجري العمل عليه حاليًا، لكن كل هذه الخطط تحتاج إلى دعم من المحسنين من خلال التبرعات..