هناك جمعية وحيدة في سورية تقوم بخدمة المسنات فاقدات البصر (الكفيفات) هي جمعية العزم للنساء الكفيفات والتي تأسست عام 2023. عندما لمست السيدة نديدة عزالدين رئيس مجلس الإدارة، الواقع المرير للمسنة الكفيفة والتي قد تكون الأقل فرصاً للزواج وتعيش عزلة عند تقدمها في السن وغالباً ما يكون أهلها قد توفوا وتُركت وحيدة لمواجهة الحياة، وتعرضها لأمراض كثيرة مثل الشيخوخة والضغط والسكري، بالإضافة للأوضاع الصعبة التي تمر بها سورية منذ 13 عاماً ، فتصبح معاناتها مضاعفة مما يؤدي بها إلى حالة بؤس ويأس باعتبار أن هذه الشريحة منسية بالمجتمع، ومن هنا بدأت الفكرة بتأسيس الجمعية حسب كلام السيدة عزالدين.
أهداف الجمعية
عن أهداف الجمعية تحدثت السيدة عزالدين قائلة “قامت الجمعية بدراسة ميدانية لأكثر من 100 سيدة كفيفة تبين لنا من خلالها وجود بعض الحالات في غاية البؤس، مع العلم أن منهن من تعاني أكثر من إعاقة أو مرض كالصمم والبكم والتخلف العقلي واعتلال الأعصاب واعتلال العضلات والزهايمر والقصور الكلوي وأمراض القلب والسكر والضغط وأمراض المفاصل ونقص الكالسيوم وفيتامين “د” الذي يؤدي نقصه إلى ازدياد إمكانية الإصابة بالكسور، لذا وضعنا أهدافاً للجمعية ونسعى لتحقيقها كاملة وهي توفير جميع أنواع الرعاية لكل كفيفة مسنة فاقدة للبصر بشكل تام وإحداث دار إقامة دائمة لرعاية الكفيفات المسنات الفاقدات للرعاية الأسرية أو لمن لا مأوى لهن وتم ذلك والحمد لله، وتقوم الجمعية برعاية الفعاليات والأنشطة الثقافية والفكرية والفنية والترفيهية لدعم مواهب الأعضاء و تقديم ما يلزم للاستفادة من إمكانيات الكفيفات بالإنتاج المهني المنزلي.
الخدمات وشروط القبول
أكدت السيدة عزالدين أن هناك شرطين أساسيين لقبول المسنة في الدار، الأول أن يكون الكفف تاماً “كف تام للبصر وليس كففاً جزئياً” وثاني شرط أن تكون المسنة فوق الـ (50) سنة، لكن هناك حالات استثنائية ممكن قبولها ويتم دراستها من قبل مجلس الإدارة والموافقة عليها وذلك حسب سوء الحالة.
أما بالنسبة للخدمات التي تقدمها الدار قالت “نستقبل الحالة بعد أن يتم دراستها والموافقة عليها حيث يتم إنشاء ملف كامل تحفظ فيه كافة الأوراق والمعلومات المتعلقة بالنزيلة وبالتالي يتم استقبالها وتجهيز سرير في الغرفة التي ستنام فيه باستقبال حافل من قبل النزيلات الآخريات” تضيف “نقدم في الدار ثلاث وجبات باليوم، كما أن هناك رعاية طبية من خلال طبيب يزور الدار بشكل دائم ليطمئن على صحة النزيلات ووصف الأدوية المناسبة وأي حالة تحتاج لنقلها إلى المشفى هناك تعاون مع الهلال الأحمر يقوم بنقلها، كما تقوم الدار بتعقيم الغرف وتنظيفها وتهويتها بشكل صحي وغسل ثياب النزيلات وكيها وترتيبها، يعني أن النزيلات يتمتعن بخدمة خمس نجوم كما يقولون” تتابع بالقول “أيضا نسمع لهموم ومشاكل النزيلات ونسعى لحلها سواء كانت نفسية من خلال المختصين النفسيين أو مشاكل عائلية من خلال التواصل مع أهل النزيلة وحل المشكلة ، أيضا هناك أنشطة ترفيهية نقوم بها يوم بالأسبوع، كما تقوم الجمعية برعاية الكفيفات المسنات من غير الموجودات في الدار من خلال الكفالة المالية الشهرية، و أيضا هناك أنشطة تهتم بالمواهب والترفيه حسب امكانيات الجمعية.
الطموحات
عن الطموح التي تسعى إليه الجمعية أجابت السيدة عزالدين “نسعى لتحقيق العيش الكريم لكل كفيفة فقيرة تعاني من العزلة والمرض وتأمين حياة أسرية كريمة، وتلبية الراحة النفسية والجسدية، وتأمين الرعاية المطلوبة لكل كفيفة مسنة سواء كانت مقيمة بالدار أو بمنزلها حسب حاجتها ليس مادياً فقط وإنما في كافة المجالات.
الجمعية بحاجة ماسة لتعاون المجتمع الأهلي معها ومد يد العطاء من قبل المحسنين الكرام لتحقيق أهدافها، وحفظ الكرامة الإنسانية لهؤلاء النسوة اللواتي يحلمن بقضاء خريف العمر وهن متمنعات بالعزة والكرامة الإنسانية، علما بأن هذه الشريحة ليست مهمشة فحسب بل منسية، وهذا أقل واجب إنساني ممكن تقديمه لرهينات حبس المنازل وحبس كف البصر وحبس العزلة واليأس .