من المهم أن يحرص صناع المحتوى والإعلاميون على تضمين ذوي الإعاقة في كتاباتهم وتغطياتهم، وأن يكونوا موجودين في التغطيات الإعلامية بمعزل عن إعاقتهم، ومنحهم نفس الفرصة التي يتم منحها لأفراد المجتمع للتعبير عن آرائهم في القضايا التي تتعلّق بالشؤون الصحيّة، الاجتماعية، الوطنية، الأحوال الشخصية، التوظيف، الاقتصاد، الثقافة، الشؤون المالية، القوانين، التطورات السياسية… الخ
إن إجراء مقابلة مستنيرة مع ذوي الإعاقة يتطلب الالتزام باحترام كبير لحقوق الأفراد، كما يتطلب الالتزام ببعض الأسس للأخذ بعين الاعتبار احتياجاته وضمان توفير بيئة مريحة ومحترمة. تعالوا نتعرف على أسس المقابلة المستنيرة مع ذوي الإعاقة:
- الموافقة المسبقة: قبل بدء المقابلة، اطلب الموافقة المسبقة من الشخص للمشاركة في المقابلة ونشر المحتوى. اترك مجالًا للشخص أن يقرر فيما إذا كان يرغب في الإجابة على أسئلة معينة أم لا.
- التواصل قبل البدء في إجراء المقابلة، تواصل مع الشخص ذي الإعاقة لمناقشة التفاصيل والترتيبات. تحدث معه حول النوع ومدى ملاءمة الترتيبات الخاصة بالكاميرا والمكان والمدة.
- توفير بيئة ملائمة: تأكد من أن المكان الذي ستُجرى فيه المقابلة ملائم لاحتياجات الشخص ذي الإعاقة. يضمن الوصول السهل والمساحة الكافية للحركة. لا تعتمد على توقعاتك لاحتياجات الفرد بل اسأل بشكل مباشر وتأكد من فهم المعلومة. وفيما يتعلق بالمكان الذي تجري فيه المقابلة، يجب الحرص على أن يكون الشخص آمنا. على سبيل المثال، قد تؤدي المقابلة في الشارع إلى تعريض الشخص للتنمر. كن حذرًا أيضًا من أن المقابلة لا تضع الشخص في موقف يمكن أن يؤثر على سلامته لاحقًا، على سبيل المثال طرح أسئلة تثير حساسية اجتماعية أو سياسية أثناء مناقشة عامة إلا إذا كنت قد طرحت عليه مسبقًا، وأعلم أن هذا شيء يريد التحدث عنه.
- الانتباه إلى التواصل: إذا كان الشخص يعتمد على وسائل تواصل خاصة مثل لغة الإشارة أو تقنيات الكلام البديل. يجب سؤال الشخص إذا كان بحاجة إلى مترجم إشارة. إذا كان يعاني من صعوبات التواصل، قم بتوفير الوقت الكافي لفهمه والتفاهم معه.
- تعتبر لغة الجسد للمحاور جزءاً مهماً لإنجاز حوار ناجح ولائق، فإذا كان اللقاء مع شخص يستعمل الكرسي المتحرك ويمكنك أن تكون جالساً أثناء الحوار فمن الأفضل أن تجلس وتكون بمستوى متساو مع الشخص، لكن في حال كنت تجري الحوار في الشارع فلا تنحني بشكل كأنك تميل نحو الشخص بطريقة مبالغ فيها أو تتكئ على الكرسي.
- احترام الأولوية الشخصية: احترم خصوصية الأشخاص ذوي الإعاقة وحقهم في الخصوصية. لا تنشر أو تشارك معلومات شخصية دون الحصول على موافقتهم.
هناك أسئلة يفضل الابتعاد عنها أثناء التحدّث أو القيام بمقابلة مع شخص ذي إعاقة وهذه بعض النصائح لمعرفة كيف نتصرّف:
-
- تجنب كلمة معاناة. لا تسأل “مم تعاني؟”
- لا تقم بتعريف الشخص ذي الإعاقة على أنه يمتلك قدرات أكثر من الآخرين أو أقل منهم.
- لا تسأل عن سبب الإعاقة أو ما إذا كان الشخص قد ولد ومعه الإعاقة في بداية الحديث.
- لا تسأل عن التاريخ الطبي دون أخذ موافقة مسبقة ودون أن يكون هناك سياق أو سبب واضح.
- تجنب الأسئلة الفضولية وغير المنطقية مثل كيف تأكل وأنت غير مبصر.
- لا تظهر استغرابك، ولا تقدم كثيراً من الثناء على قدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي، تجنب أسئلة مثل: هل يمكن أن تخرج من المنزل؟ كيف تستطيع لبس ثيابك؟ هل تملك حاسة سادسة؟
- لا تقدم وعوداً لا يمكنك تنفيذها، ولا تحاول اقتراح حلول طبية تستطيع “ن=تخليصه” من إعاقته، حتى لو كان عن حسن النية، وبالتأكيد لا تقل له إنك تعرف أحداً في مثل وضعه وقد شفي!.
- لا تحاول التحدّث بطريقة مُجاملة أو مصطنعة، أو تُعامل ذوي الإعاقة بطريقة دونية كأنهم أقلّ ذكاء” أو نضجًا”.
- لا تتجاهله وتلتفت إلى الشخص الذي يرافقه وتوجه الأسئلة لمترجم الإشارة أو أي مساعد آخر.
- تحدّث بطريقة عادية وبسرعة وبمستوى صوت معتاد، حتى لو كان الشخص يعاني من ضعف السمع.
- تأكّد أنّ الشخص الذي تقابله يرى فمك بوضوح في حال اعتماده على قراءة الشفاه.
- حاول صياغة الجمل بطريقة مختلفة في حال عدم فهم المقصود وليس تكرار القول مراراً وتكراراً.
- لا تستخدم تصنيفات تضع ذوي الإعاقة خارج بقية المجتمع. كأن تقول له: أنتم/نحن، أصحاء/ذوو إعاقة. لا تصف الناس الذين ليس لديهم إعاقة بأنهم طبيعيون.