يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة في المنطقة العربية أشكالاً متعددة من التمييز والإقصاء، مثل المواقف السلبية والقوالب النمطية والوصم والعنف، وسوء المعاملة، والإهمال، والاستغلال. كما يوجد نقص مشاركة وتمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة في عمليات صنع القرار والحياة العامة. هذا الواقع ليس بعيدًا عن وسائل الإعلام في العالم العربي حيث ما زال هناك بعض الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تؤدي إلى ترسيخ صور سلبية عنهم، ومن أهمّ هذه الأخطاء:
التركيز على الاعاقة والتحديات بدلا من الشخص والموضوع: تركّز التغطيات الإعلامية العربية غالبًا على الإعاقة بدلًا من الشخص والموضوع، أو التركيز بشكل مبالغ فيه على الصعوبات ما يؤدّي إلى إظهار الشخص ذي الإعاقة على أنه شخص ضعيف أو عاجز.
التصوير السلبي والضيق للأشخاص ذوي الإعاقة: غالبًا ما تُصوِّر التغطيات الإعلامية العربية ذوي الإعاقة على أنّهم أشخاص يعانون من مشاكل، يطلبون مساعدة ويثيرون الشفقة أو كفئة تعاني من الفقر والحزن الدائم. ومن النادر أن يظهروا كمواطنين يدلون بآرائهم حول الموضوعات الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، ممّا يساهم في تصويرهم أنهم أقل شأنًا من الآخرين.
استخدام المصطلحات والصور النمطية السلبية: تساهم هذه الصور في تعزيز العنصرية والتمييز ضدهم خاصة إذا تم استخدام مصطلحات غير دقيقة لوصفهم، مثل “معوقون”، “مشوهون”، “مساكين”، “محتاجون”، “منحوسون”، “مصابون”، “مرضى”، وغيرها. هذه المصطلحات تنتقص من كرامة وقيمة ذوي الإعاقة وتجعلهم يشعرون بالرفض والاستثناء. كما أنها تتناقض مع معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي.
عدم إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في التغطية الإعلامية: يكاد ينعدم وجودهم في استوديوهات البرامج التلفزيونية التي تتناول الحياة اليومية للمواطنين وتكاد تنحصر مشاركتهم في مواضيع الإعاقة أو تجاربهم الشخصية.
تجاهل حق الوصول: معظم المحطات التلفزيونية ومقرات الجرائد غير مجهزة لذوي الإعاقة، كما أن معظم مواقع الأخبار العربية، لا تؤمن أدوات تتيح لذوي الإعاقة الوصول للمعلومات والأخبار.
الإهمال في تغطية قضايا الإعاقة أو التعاطي معها “مناسباتي”: عدم تخصيص الوقت والجهد لتغطية قضايا الإعاقة، وحتى في حال تم التركيز على ذوي الاعاقة فيكون ذلك في المناسبات الدولية او الرسمية التي تكون حول الاعاقة.
التركيز الزائد على الجوانب الطبية دون التطرّق إلى الجوانب الاجتماعية، والنفسية، والثقافية، والاقتصادية. إضافة إلى تجاهل التفرقة بين أنواع الاعاقات، حيث يعامل الاشخاص ذوي الإعاقة كأشخاص مصابين بأمراض مختلفة دون أي اعتبارات أو صفات أخرى، أو يعاملون كمجموعة واحدة دون النظر في اختلافاتهم واحتياجاتهم المتنوعة.
استخدام الصور العاطفية: تعكس الشفقة أو العطف تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة دون إبرازهم كأفراد ذوي قدرات وإمكانيات.
تجاهل أو تضليل المجتمع حول حقوق ومطالب ذوي الإعاقة، والتركيز على المساعدات الخيرية أو التبرعات بدلاً من التمكين والدمج والتكافؤ.
عدم التشاور مع المعنيين: عدم مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة ومنظماتهم في صياغة التقارير والتغطيات المتعلقة بقضاياهم.
عدم الاعتراف بتنوع وتعدد تجارب ذوي الإعاقة وحقائقهم: مما خلق توقعات غير واقعية أو مبالغ فيها عن قدراتهم أو احتياجاتهم، وتحجب عن المجتمع رؤية جوانب أخرى من شخصياتهم ومساهماتهم.
استغلال ذوي الإعاقة لأغراض سياسية أو دعائية أو تجارية واستثمارهم كأداة لخدمة مصالح معينة، دون مراعاة مصلحتهم أو حساسيتهم.
اعتبار الاشخاص ذوي الاعاقة كأنهم غير متأثرين بالقضايا العامة: يسقط الإعلاميون سؤال تأثير المسائل الجيوسياسية، الاقتصادية، البيئية أو غيرها من المسائل الحالية الهامة وانعكاسها على الاشخاص ذوي الاعاقة.
تموضع المقالات حول الإعاقة يكون عادة في الأماكن الأقل أهمية في المواقع الإعلامية حيث تنشر قضايا الإعاقة عادة تحت عنوان مجتمع أو آراء دون النظر الى مضمون المقال نفسه.