خليل سرحيل
فيلم crip camp هو فيلم وثائقي من إنتاج Netflix لعام 2020 وهو فيلم وثائقي من إخراج جيمس ليبرشت ونيكول نيونهام وترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي وجائزة الروح المستقلة لأفضل فيلم وثائقي.
يستعرض الفيلم رحلة طويلة قام بها مراهقون من ذوي الإعاقة في امريكا حيث قاموا على مدار 30 عاماِ بالنضال من أجل تغيير القوانين الموجودة بقوانين جديدة ومناسبة للجميع بطريقة لا تقل أهمية وقوة عن أي ثورة حقيقية.
يدور الفيلم حول مجموعة مراهقين شاركوا بمخيم مخصص لذوي الإعاقة يديره الوجوديون لمدة صيف كامل وكيف كان أثر المخيم عليهم فيما بعد حيث قاموا بعد المخيم بتأسيس منظمة سياسية للضغط على الحكومة وطلب حقوقهم في التعليم والعمل والحق في الوصول والحق بحياة مساوية لحياة الأشخاص من غير ذوي الإعاقة.

جودي :
سمحوا لي بدخول المدرسة عند وجود شاغر في المدرسة في عمر الـ 8
كانت صفوف الأطفال المعوقين في القبو والصفوف الأخرى في الطابق العلوي… كنا ندعو الأطفال غير المعاقين بأطفال الطابق العلوي
كان بعضهم ينزل أيام الجمعة ويساعدونا للذهاب إلى الاجتماع “كان يسمح لهم بالمجيء”…
بطريقة ما حتى وعندما كنا في تلك السن الصغيرة كنا نعرف أننا نتعرض للتهميش.. لكننا لم نرغب في تهميش احد…
أمريكا عام 1971 :كانت تلك الفترة في أمريكا مسرح حركات النضال والمطالبة بالحقوق مثل التمييز ضد أصحاب البشرة السمراء والمحاربين القدامى ممن أصيبوا في فيتنام.
على الرغم من وجود هذه المشاكل لكن كانت أمريكا بيئة مناسبة ولو جزئيا للتعبير عن النفس والمطالبة بالحقوق.
وهنا تم تأسيس منظمة حركة المعوقين وكان هدفها الأول هو إخراج أطفال من ذوي الإعاقات الذهنية من مستشفى يدعى مشفى ويلبروك على اثر فضيحة أخلاقية بحق الأطفال حيث كانوا في ظل ظروف صعبة للغاية وغير بشرية.
كل 50 طفل يخصص لهم مشرف واحد لاطعامهم وكانت حصة الطفل الواحد 3 دقائق وأقل..
– كم يحتاج الطفل من ذوي الإعاقة الذهنية من الوقت من أجل إطعامه؟
– بالقدر الذي يحتاجه أبنك أو ابني.
الحرب ضد قانون إعادة التأهيل 504
حارب ذوو الإعاقة لإقرار القانون الذي يضمن لهم جزءاً من حقوقهم لكن الرئيس الأمريكي صوت بالرفض وهنا بدأت الثورة بخطوات واثقة لتحقيق هدف واحد وكما اي ثورة احتل ذوو الإعاقة الطابق الرابع من المبنى الإقليمي لوزارة الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية وبدؤوا باعتصام مفتوح للضغط على الحكومة من أجل إقرار القانون لتكون من بعدها النهاية.

الصورة في crip camp :
المواد المستخدمة في صناعة الفيلم هي مقابلات شخصية بين زمنين مختلفين أحدهما قبل الثورة في عام 1971 يسجل تجارب المراهقين في المخيم ويركز في المادة المصورة على إظهار المراهقين كمراهقين وليس كأشخاص مرضى ومقابلات حديثة مع نفس الاشخاص في عام 2020 وما بين الزمنين هناك القصة يرويها أبطالها بأسلوب ناعم وقوي مليء بالمشاعر ومليء بالوعي والقوة.
ويسرق المشاهد ليعرف كيف أن مراهقين غيروا تاريخ الإعاقة في أمريكا عن طريق الحبكة التي لا تخلو من الصدمات والفكاهة.
كان علي أن أحاول التأقلم
كان علي أن أنسجم مع هذا العالم الذي لم يكن مبنياً من أجلي ولم يكن يخطر في بالي أن العالم سيتغير يوماً ما …
Crip camp :فيلم ملحمي يعطي العالم صورة حقيقية عن قوة ذوي الإعاقة ويعتبر كمثال يمكن الحذو به إنه فيلم عن الإصرار والإرادة إنه فيلم عن الحياة.
انا من ذوي الإعاقة وقد شاهدت الفيلم أكثر من مرة وفي كل مرة أنهي الفيلم فيها أتخيل ماذا لو كان هذا الفيلم عني وعن ذوي الإعاقة السوريين.
وأحلم باليوم الذي سأهدم به عائقاً هندسياً وأن أصل إلى كل الأماكن بسهولة كالجامعة والمدرسة والمطعم وأكون أنا و 28%من السوريين في مكاننا الحقيقي وأعرف أن ما يمنعنا من تحقيق هذا الهدف هو عدم معرفة ذوي الإعاقة بحقوقهم وقوتهم ولا شئ أكثر من ذلك”.