مر مئة يوم على زلزال سوريا المدمر وما زال عدّاد الضحايا يعمل دون توقف.
بلغ عدد القتلى في كامل سوريا 5951 شخصاً، في حصيلة شبه نهائية، فيما تجاوزت الإصابات حوالي الاثني عشر ألفاً، فَقَد الكثير منهم أطرافهم وتعرَّضوا لإصابات غيرت مجرى حياتهم. هذه إجابات سبعة أسئلة من سبع منظمات دولية بعد مئة يوم من الزلزال….
مقابل كل إصابتين جراء الزلزال الذي ضرب سوريا، حدثت حالة وفاة. يشرح خبراء منظمة الصحة العالمية السبب وراء ذلك في تقرير جديد يشير إلى أن العدد الوسطي لضحايا الزلازل في التجارب السابقة كان أربع إصابات مقابل كل حالة وفاة. في سوريا، كان عبء الإصابات ضعف عدد القتلى بسبب قرب مركز الزلزال من المناطق السكنية. كما ساهمت ثلاثة أسباب أخرى في ارتفاع عدد القتلى: ضعف البنية التحتية للمساكن، بما في ذلك نوع البناء وجودته، والكثافة السكانية، وأخيراً، قدرة فرق البحث والإنقاذ. في الساعات والأيام الأولى من الاستجابة. بعد الزلزال، كل ساعة مهمة. في غضون الست ساعات الأولى، يمكن أن تصل فرص العثور على شخص مصاب بجروح خطيرة إلى حوالي 60٪ ولكن هذا يتضاءل بسرعة إلى أقل من 10٪ بحلول 48 ساعة.
للأسف لم تقم أي جهة بتسجيل أعداد المصابين بإعاقات دائمة نتيجة الزلزال. لكن تقييم مشترك بين الحكومة التركية والأمم المتحدة وضع تقديرات بأن حوالي 70%من الناجين المصابين من الزلازل أصبحوا من ذوي الاحتياجات الخاصة. إذا طبقنا نفس التقديرات في سوريا فإن الزلزال خلف حوالي 8 آلاف إعاقة جديدة.
نحن الآن بما يسمى الموجة الرابعة من الوفيات. يؤدي انهيار المباني إلى الموجة الأولى من الموت الصادم. تحدث ذروة الوفيات الثانية بعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال بسبب السقوط تحت الأنقاض. حتى إذا تم إنقاذ الشخص المحاصر، فقد يستمر حدوث الوفاة بسبب فشل عضو مصاب، والذي يشار إليه باسم “متلازمة السحق”. لا يوجد سوى نافذة زمنية ضيقة لتزويد المرضى الذين يعانون من متلازمة السحق بالعلاج المناسب. تأتي الذروة الثالثة في غضون أيام إلى أسابيع بعد الزلزال، حيث يموت الأشخاص المصابون بالإنتان وفشل الأعضاء. بالإضافة إلى المصابين بصدمات نفسية، فإن الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب يواجهون خطر الوفاة حيث يتم قطع الأدوية والرعاية الضرورية، مما يشكل الموجة الرابعة.
كان الأطفال السوريون يكافحون بالفعل بعد 12 عامًا من الصراع المستمر، حسب بيان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، فإن ما يقدر بنحو 1.9 مليون طفل قد تعطل تعليمهم، ولا تزال العديد من المدارس تستخدم كملاجئ، مع زيادة التوتر بسبب عدم اليقين الإضافي المتمثل في عدم معرفة متى يحتاجون إلى الانتقال من مأوى إلى آخر. إضافة لذلك، من المحتمل أن يعاني ما يقدر بنحو 51000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية، وتحتاج 76000 امرأة حامل ومرضع إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.
هناك ما لا يقل عن 53000 أسرة نازحة بعد الزلازل بحاجة إلى ملاجئ كريمة. حسب تقرير الوضع الصادر مؤخراً عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. لا يزال آلاف الأشخاص يعيشون في ملاجئ مزدحمة بعد ثلاثة أشهر من الزلزال وتؤوي الملاجئ الجماعية المؤقتة حوالي 900 أسرة في 26 مأوى موزعة في حلب، اللاذقية، حمص وحماة. في شمال سوريا، هناك أكثر من 44200 شخص ما زالوا يعيشون في الملاجئ الطارئة، وفقًا لتقارير تم جمعها من وكالات إغاثة . يلجأ الكثيرون أيضًا إلى المدارس، لكن هذا يمنع عودة الأطفال إلى التعليم.
تم تصنيف الأشخاص الذين يعانون من إعاقات سابقة كأكثر الأفراد تضرراً من الزلزال حيث جرى التغافل عن احتياجاتهم خلال الاستجابة الإنسانية للكارثة، وبحسب تقرير منشور لمنظمة العفو الدولية، بعنوان “نحتاج جميعًا إلى الكرامة”، فقد تم استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة خلال الاستجابة الإسعافية للزلازل، كما استمر ذلك خلال مراحل الدعم التالية حيث يعيشون ظروفاً غير لائقة في مخيمات النزوح تحط من كرامتهم وتقوِّض حقهم في الصحة.
حتى قبل وقوع الزلازل، كان مستوى المعاناة الإنسانية في شمال غرب سوريا هائلاً. فقد كان ثلثا إجمالي عدد القاطنين في تلك المناطق (4.5 مليون شخص) قد نزحوا أصلاً، بينما يعتمد أكثر من 4 ملايين شخص على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم. بعد الزلزال، أصبح الوضع أكثر خطورة. فقد خسرت الآلاف من العائلات كل شيء مع انهيار 10 آلاف مبنى في تلك المناطق. ضخ العالم مساعدات طارئة إلى تركيا وسوريا. لكن كان من المستحيل تقريباً الوصول إلى بعض أولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم.