الإرادة

حياة مارديني في مسسلسل “مقابلة مع السيد آدم ” تخط صوت الحق وتؤثر في الأحداث.. وياليت الحياة تشبه المسلسلات

خرجت حياة مارديني من حياة الظل التي تعيشها مع عدد كبير من ذوي الإعاقة في سورية إلى دائرة الضوء عندما شاركت كممثلة في مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” في هذه الأثناء أحاطها الفريق كما تقول أمها بالاهتمام والرعاية والحب.. عاشت أجواء الحب والنجاح والنتيجة أن حياة كانت “رايقة ومبسوطة وتمكنت من العطاء وأدت دورها المطلوب منها بشكل ممتاز وأعطت من قلبها” لدرجة أن حياة فاجأت توقعات والدتها التي ترددت في تلبية طلب المخرج لابنتها للمشاركة في التمثيل وشككت بمقدرتها على الأداء والعطاء. “بيوم من الأيام دقوا الباب وطلبوا أنو حياة تشارك بالتمثيل وأنا خفت أنو تكون حياة ما عندا هالقدرات بالتمثيل”

تشبه حكاية حياة حياة كثيرين من ذوي الاحتياجات وغيرهم. ممن يحملون بذوراً تذبل وتجف في تربة خالية من المحبة والتقدير وتنبت وتثمر في أجواء من الحب والعطاء. كحكاية كومبارس يحلم بدور البطولة في كواليس يغلفها الظلام.

عاشتت حياة مارديني النجومية والأضواء والحب المزيف الذي دام فترة عرض المسلسل وبعده بقليل، ثم عادت من بعدها إلى حياة الظل لتعيش في صمت بعيداً عن الكاميرات والأضواء وعادت إلى حالها التي لا يلحظها أحد.. تقول والدة حياة: “حياة كانت قبل التمثيل ما حدا يلتفتلا تمشي بالطريق ما حدا يقول وينا حياة، فترة التمثيل والتصوير حياة صار كل مين بدو يتصور مع حياة نمشي بالطريق يقولوا الممثلة حياة ويصوروها. هي فترة….. وبعدين وقفت بعد أقل من سنة كانت انتست حياة “

اعتبر الجمهور أن حياة نجحت في أداء دورها، فوفقاً لموقع فوشيا: ” اعتبر الجمهور أن حياة تملك موهبة مميزة، إذ لم تظهر عليها أي علامات ارتباك وبدت مرتاحة جداً في مشاهدها التي جمعتها بالفنانة ضحى الدبس والفنان غسان مسعود، وأثنى الجمهور على اختيار فريق العمل للطفلة حياة ودعمها بهذه الطريقة المميزة.”

 

لم ترو البرامج والتقارير الإعلامية التي تناولت كواليس العمل حكاية حياة وحكاياتنا العادية المشابهة لها والباحثة عن الحب والانعتاق كي تزهر. ماتت القصة في كواليس الكواليس المظلمة التي لاتزورها أضواء الإعلام والكاميرات حتى أن اسم حياة أسقط من فريق العمل رغم دور الشخصية الأساسي كمحرك للأحداث في عدد من المواقع العربية والعربية مثل الويكيبيديا.

ركزت المقابلات على نجوم العمل تناولت تجاربهم ولمعانهم الذي أطفأ كل ما حولها من قصص وحكايات لم ترو ولم يسمع بها أحد.

عاشت حياة مارديني النجومية والأضواء والحب المزيف الذي دام فترة عرض المسلسل وبعده بقليل، ثم عادت من بعدها إلى حياة الظل لتعيش في صمت بعيداً عن الكاميرات والأضواء وعادت إلى حالها التي لا يلحظها أحد.. تقول والدة حياة: “حياة كانت قبل التمثيل ما حدا يلتفتلا تمشي بالطريق ما حدا يقول وينا حياة، فترة التمثيل والتصوير حياة صار كل مين بدو يتصور مع حياة نمشي بالطريق يقولوا الممثلة حياة ويصوروها هي فترة….. وبعدين وقفت بعد أقل من سنة كانت انتست حياة “

انا بطلب من الكل إنو حياة أو أي شخص من ذوي الإعاقة هذول الأطفال بحبو من قلبن. بشوية اهتمام وحب منكم إلن بيعطوا أكتر ما انتو عم تعطوا وهن قادرين على كل شي .”

الرواية الأصلية

ترفع أم حياة صوتها في وجه البريق المزيف للنجوم والواقع..

 

“بس أنا بطلب من الكل إنو حياة أو أي شخص من ذوي الإعاقة هذول الأطفال بحبو من قلبن. بشوية اهتمام وحب منكم إلن بيعطوا أكتر ما أنتو عم تعطوا وهن قادرين على كل شي .” تطالب أم حياة بحقها وحق ابنتها وحق كل الحالات المشابهة.. فكرة الحق التي بدأ المسلسل بها سرد قصته وركز عليها

” أنا صاحب حقّ”، مَنْ منّا لم تَرد على لسانه هذه العبارة؟ مَنْ منّا لم يشعر في لحظة ما بأنّه تعرّض لانتهاك عظيم، عندما سُلِب منه أحد حقوقه الإنسانيّة؟

“الحقّ” في هذه العبارة قيمة إنسانيّة مُسْتَحَقّة، نتطلع إليها جميعنا تختزل كلّ ما نحتاجه من الحرية والمساواة بالحقوق بين جميع الأفراد على اختلافاهم الجسدية والمقدراتية، إنّه قيمة أخلاقيّة اجتماعيّة سياسيّة يكشف عن الفاعليّة الإنسانيّة لدى الإنسان، ولا سيّما في تلك اللحظات الّتي يشعر فيها بأنّه قد انْتُهِك؛ فيُطْلِق فيها صرخته الواعية بحقيقة انتهاكه، والمطالِبة بضرورة استرداده، قائلاً: “أنا صاحب حقّ، وأريد حقّي”.

إنّ تلك الصرخة هي ما ورد على لسان آدم عبد الحقّ، في المسلسل السوريّ “مقابلة مع السيّد آدم”، الّذي عُرِض في رمضان عام 2020، تبعه جزء ثان بعد ثلاثة أعوام، وهي صرخة بمنزلة الثيمة، جاءت لتختزل بين طيّاتها مضامين الإدراك الإنسانيّ، الواعي بحقيقة حقّه المنتهَك، وضرورة المطالبة باسترجاعه. وهو يتقاطع بشكل كبير مع ما يشعر به عدد كبير من أهالي ذوي الإعاقة من إحساسهم بحقهم وحق أولادهم المسلوب.

“أنا الدكتور آدم عبد الحقّ، أب مفجوع وصاحب حقّ، وبدّي آخذ حقّي…”

يعكس المسلسل مفاهيم الأبوة ومدى تعلق الآباء بالأبناء في إشارة واضحة وعلنية إلى مدى تعلق الدكتور آدم بابنته حياة المصابة بمتلازمة داون. حيث يسجل المسلسل حضوراً متقناً متوازناً مشدود الخيوط للفنان غسان مسعود الطبيب الشرعيّ الحازم بشدّة والجدي مع الجميع، لكنه الضعيف أمام ابنته المصابة بمتلازمة داون في لفتة إنسانيّة عالية تُحسَب لصناع العمل وقد تشكّل نموذجاً في التعاطي.

قصة حياة في هذا الفيديو