التفاؤل ..هو ما نحتاجه جميعاً في كل مراحل حياتنا … وهذا التفاؤل يجب أن يكون ممنهجاً ومؤسساتياً في حالة الأطفال الذين يعانون من إعاقات مختلفة.. بحيث يكون التفاؤل مبنياُ على معطيات التمكين والتأهيل ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم مثل بقية الأطفال، لذلك تم تأسيس مركز تفاؤل عام 2016 لذوي الإعاقة، ليكون مركزاً مهماً يسهم في تأهيلهم وتدريبهم ودمجهم بالمجتمع .
أقسام المركز
قسم المهارات الإدراكية وتعديل السلوك: تقول الإخصائية نور سليمان “بعد تحديد مستوى الطفل العقلي يخضع للتدريب على خطة فردية مكونة من عدة مهارات لرفع مستوى الإدراك وتحسين التواصل البصري باستخدام أدوات تدريبية خاصة، ونقوم بتجزئة المهارات لأجزاء ليفهمها الطفل وبعد الانتهاء من الخطة الأولى ننتقل للخطة الثانية التي تكون على مستوى أعلى من المهارات لرفع مستوى الطفل، فيتم التدريب على المهارات المعرفية من إدراك وتفكير وحل المشكلات”.
قسم اضطرابات اللغة والكلام “النطق”: تقول الأخصائية سيدره فياض قائلة” نقوم باختبار النطق للطفل لتحديد وضعه هل هو ناطق أم غير ناطق نلاحظ مخارج الحروف وإذا وجد أي حرف غير صحيح ندربه لينطقه بشكل صحيح، ونعلمه بأن ينطق جمل بحدود 2- 3 كلمات وذلك لتحسين طريقة كلامه وتواصله اللفظي مع الآخرين، أما إذا كان غير ناطق ندربه على مهارات لتقوية أعضاء النطق والشفاه واللسان ونبدأ بالأحرف الصوتية ( أ – و – ي ) لنحصل على استجابة وبعد ذلك نبدأ بتحسين النطق بكلمات بسيطة جداً وصولاً للجمل” .
القسم الاكاديمي: عن هذا القسم تقول الأخصائية هبة حسن “بعد اتمام الخطط والمرحلة الفردية للطفل ينتقل إلى هذا القسم الذي يتم فيه تعليم الأطفال القراءة والكتابة، نبدأ معهم بتدريبات الأصابع من خلال التلوين أو صنع أشكال بالمعجون وببعض حركات معينة ليتمكن الطفل من مسك القلم ورسم بعض الخطوط، بعد هذه المرحلة نعلمه أن يكتب على السطر من خلال كتابة أحرف بسيطة، ويتعلم الرياضيات والعربي والإنكليزي كل طفل حسب مستواه، فبعض الأطفال آدراكهم جيد يمكن أن يندمجوا في المدرسة والبعض إدراكه أقل يبقى في هذا الصف ويمكن أن يصل لمراحل متقدمة، ونحفظهم بعض آيات القرآن الكريم، وبعض الأغاني العربية والإنكليزية، وبعض المهارات الاجتماعية التي تفيد الطفل إذا اندمج بالمدرسة والمجتمع”.
التشخيص والتقييم
عن كيفية قبول حالات الأطفال والعمل معهم تقول صاحبة المركز ومديرته السيدة شيرين الوسوف “نستقبل الأطفال من عمر السنتين والنصف حتى عمر الـ(13) سنة حسب الحالة، كل طفل يخضع لعملية التشخيص لتحديد حالته إن كان لديه توحد أو تأخر عقلي أو صعوبات او أي حالة أخرى تستوجب العمل معها، ثم عملية التقييم لتحديد نقاط القوة والضعف على عدة جوانب، منها الجانب الاجتماعي، والإدراكي، والحركي، واللغوي، نتبين أماكن الضعف عند كل طفل ثم نضع خطة فردية تناسب حالته أو مستواه العقلي، وبعد المرحلة الفردية ينتقل الطفل للصف الاكاديمي الاجتماعي، وهو عبارة عن تأهيل الأطفال لمرحلة القراءة والكتابة وتعليم الألوان والرسم والمهارات الاجتماعية قدر الامكان، ونحاول إيصال الطفل إلى مستوى الطفل الطبيعي، وبعد ذلك مرحلة الدمج، فبعض الأطفال يمكن دمجهم مع أطفال طبيعيين ليكتسبوا مهارات أكثر كل ذلك داخل المركز” تضيف الوسوف “كما نقوم ببعض الأنشطة لتحريك الإدراك الحسي لدى الأطفال مثل الإدراك الحسي البصري أو الإدراك الحسي اللمسي وأيضا التدريب على مهارات الحياة اليومية بما يخدم الطفل في حياته اليومية والاعتماد على الذات والنظافة الشخصية”.
الصعوبات والطموح
أشارت السيدة الوسوف أن من أصعب الأمور التي تواجه المركز إيجاد أخصائيين بهذا المجال لأن هناك حالات لبعض الأطفال تكون صعبة وتحتاج إل تدريب مكثف، هناك أسر تستجيب بالعلاج والتدريب وتتابع حالة الطفل بشكل جيد في المنزل، ويقوم المركز بتدريبهم على كيفية تدريب الطفل والعمل معه لأن المركز والمنزل يكملان بعضهما البعض، لكن هناك أسر تواجه صعوبة بالعمل مع طفلها أو غير مدركة لحالته، أيضا هناك صعوبة بتأمين المواصلات لنقل الأطفال بسبب غلاء أجور النقل فهناك أطفال لا يأتون إلى المركز بسبب ذلك، رغم الصعوبات هناك أطفال استفادوا من المركز ودمجوا مع الأطفال الطبيعيين .
عن الطموح تقول الوسوف “نطمح من خلال المركز أن نصل إلى مرحلة متقدمة ومميزة لجميع الأطفال ودمجهم على كافة المستويات التعليمية والمجتمعية، حتى نستطيع القول إن هذا الطفل أصبح قريباً جداً من الطبيعي وقادراً على التعامل مع الناس ويتفاعل مع المجتمع وأصبح فرداً فاعلاً فيه وأن يحقق مستقبلاً جيداً”