إعداد: ضياء الصفدي
في زوايا بعيدة من محافظة السويداء، تنسج مؤسسة مرساة الخيرية خيوط أمل بهدوء، بعيداً عن الأضواء، بصمت يشبه دمعة أمّ خافتة، أو ابتسامة طفل نجا من العوز. تأسست مرساة عام 2021، ومنذ ذلك الحين أرست دعائم العمل الخيري النبيل، عبر مبادرات تمتد من الدعم الطبي والغذائي، إلى تمكين المرأة وتعليم الشباب، دون أن تطلب مقابلاً سوى الدعاء.
التعليم أولاً: منح شهرية تعيد للطلاب أحلامهم
تولي مرساة التعليم أولوية قصوى، عبر تقديم منح شهرية لطلاب المعاهد والجامعات، تساعدهم على الاستمرار حتى التخرج. يحصل طلاب السويداء على 150 ألف ليرة شهرياً، فيما يحصل طلاب المحافظات الأخرى على 175 ألف ليرة.
أيمن بركة، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، أوضح أن هذه المنح تُمنح بشرط النجاح والاستمرار الأكاديمي، مع العمل على تأمين فرص عمل بعد التخرج، ودعم مشاريع التخرج. وارتفع عدد المستفيدين من 120 طالباً في العام الأول إلى أكثر من 240 طالباً وطالبة حالياً، بتمويل من فعاليات أهلية وخيرية.
الغذاء والدواء لمن فقدوا المعيل
مرساة لا تنسى الأيتام وكبار السن وذوي الإعاقة. فهي توزع سللاً غذائية تحتوي مواداً أساسية، وفق تقييم دقيق للحاجة، وترى في هذا العمل تجسيداً لقيم التكافل والعطاء، بحسب بركة.
“خيوط دافئة”: عمل للنساء ودفء للأطفال
من أبرز مبادرات المؤسسة معمل “خيوط دافئة”، الذي وفر فرص عمل لـ25 سيدة معيلة، بدعم من جمعية براعم الطفولة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. تقول مسؤولة المشروع، غزل فهد، إن المعمل ينتج ما بين 5 و6 آلاف معطف شتوي سنوياً، تُوزع مجاناً على الأطفال وطلاب المدارس في المناطق الأشد برودة. كما يتم توزيع القرطاسية ضمن هذه المبادرة.
“عيون الأمل”: عمليات مجانية لاستعادة النور
ضمن جهودها الصحية، أطلقت مرساة حملة “عيون الأمل” لتوفير عمليات إزالة الساد (المياه البيضاء) مجاناً، وقد استفاد منها حتى الآن مئة رجل وامرأة. كما توزع المؤسسة الأدوية مجاناً، إلى جانب تقديم فوط العجزة.
وتوضح مسؤولة الصحة، آلاء أبو عمار، أن المؤسسة تغطي أيضاً تكاليف المعالجة السنية من خلال التعاقد مع عيادة مختصة، وتشمل الخدمات تنظيف اللثة، الحشوات المختلفة، وقلع الأسنان، وفق معايير طبية واضحة.
