إعداد: محمد مستو
في قلب كل واحد منا هناك أفكار رائعة تساهم في دعم الآخرين ومساعدتهم، تخفف آلامهم، تجفف دموعهم، وتلبي احتياجاتهم. والأروع من ذلك هو تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع. فلا شيء أجمل من القلوب الصافية والحب والعطف عندما يعطى لمن يستحق. وهنا تكمن حكاية مؤسسة نقاء القلوب..
البداية
من أرض ملعب تشرين بدأت الفكرة عام 2013 عندما كان ذوو الإعاقة يتعلمون السباحة فخطر في بال الآنسة حنان الرحيم مساعدتهم على القراءة والكتابة، فاستطاع معظمهم الحصول على شهادات، وفي عام 2017 وبالتعاون مع المركز الثقافي بأبو رمانة تم الاتفاق على استضافة الطلاب من ذوي الإعاقة كل يوم خميس لمساعدتهم لإكمال دراستهم، ومن لا يستطيع القراءة والكتابة يتجه إلى التعليم المهني، وكل ما ينتج من أعمال يدوية كان يعرض ضمن معارض وبازارات مثل معرض دمشق الدولي وغيره من المعارض.
وفي عام 2020 تم توقيع اتفاق ما بين فريق نقاء القلوب ودائرة تعليم الكبار بوزارة الثقافة لإعطاء شهادة التعليم الأساسي الحلقة الأولى للطلاب بعد إجراء امتحان لهم، والاتفاق مع وزارة التربية لإعطائهم شهادة التعليم الأساسي وبعدها الثانوية .
22 طالباً استطاعوا الحصول على شهادات ودخلوا سوق العمل والبعض الآخر استطاع دخول الجامعة من معاهد وكليات.
و في عام 2024 تم تحويل الفريق إلى مؤسسة تنموية تحت اسم نقاء القلوب يعم نشاطها محافظة ريف دمشق ( عين ترما ) ومجال عملها هو”الخدمات الاجتماعية والتعليم والتمكين”.
أهداف المؤسسة
المساهمة في توفير خدمات الرعاية الاجتماعية لجميع الفئات، وتقديم خدمات التمكين الاجتماعي والأسري، ودعم التعليم المهني من خلال برامج مهنية للتأهيل والتمكين للانخراط في سوق العمل، وتوفير برامج تعليمية لدعم الطلاب في جميع المراحل التعليمية ولمحو الأمية، ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات وخصوصًا التعليم، وتنظيم دورات تدريبية لكل من يرغب في العمل مع ذوي الإعاقة، وكذلك إقامة ندوات ومحاضرات توعوية للأهالي حول كيفية التعامل مع أطفالهم من ذوي الإعاقة، وتسعى المؤسسة أيضًا لإدماج طلابها في المجتمع.
الصعوبات والطموحات
المؤسسة حديثة النشأة وتواجه تحديات عديدة كغيرها من المؤسسات، أبرزها الدعم المالي. تحتاج المؤسسة إلى العديد من الأمور مثل تجهيز المقر بأعمال الصيانة والطلاء وغيرها من التجهيزات، بالإضافة إلى الفرش الكامل والأدوات التعليمية والترفيهية للطلاب، وكذلك وسيلة نقل لتوصيلهم إلى المؤسسة. نأمل من الأهالي تسجيل أبنائهم لاستكمال دراستهم أو تعلم مهنة تمكنهم من العمل بها في المستقبل والإنفاق على أنفسهم.
تسعى مؤسسة نقاء القلوب لتكون من المؤسسات الرائدة في سورية، من خلال تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة ومساعدتهم على الحصول على شهادات علمية رفيعة أو تعلم مهنة، وتأمل أيضًا في دعم المحسنين لها ماديًا لإكمال مسيرتها التي بدأت منذ 11 عامًا.
