الإرادة

مأمون الغازي.. صانع الأمل من فوق كرسي

إعداد: محمد مستو

الخط

ملخص المحتوى:

مأمون غازي الأفغاني، شاب سوري مقيم في السعودية، تحدى إعاقته بعد إصابته بشلل نصفي نتيجة إصابته بسرطان النخاع الشوكي عام 2008. رغم الظروف، واصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال، وتخصص في صيانة الأجهزة التعويضية لذوي الإعاقة، مثل الكراسي الكهربائية والمتحركة. يعمل مأمون حاليًا مع جمعية سواعد للإعاقة الحركية، ويُدرّب آخرين في السعودية والإمارات والبحرين، ويساهم بتأمين الأجهزة المساندة لمن يحتاجها في سوريا. يركز مأمون على أهمية سهولة الوصول في البنية التحتية، ويأمل أن تؤخذ احتياجات ذوي الإعاقة بعين الاعتبار في عملية إعادة الإعمار في سوريا، بما يضمن لهم المشاركة والاندماج في المجتمع.

في حياة كثير من الناس، تأتي لحظات قاسية تُغيّر مجرى الأيام، كحادث مفاجئ أو مرض مزمن يترك أثراً دائماً، وقد يؤدي إلى إعاقة جسدية. لكن الإعاقة، رغم قسوتها، ليست نهاية الطريق. فالإرادة، حين تقترن بالصبر، تصنع المعجزات وتفتح أبواب الأمل من جديد.

قصة مأمون غازي الأفغاني، السوري المقيم في السعودية منذ طفولته، هي واحدة من تلك القصص الملهمة التي تبرهن أن الإنسان أقوى من محنته. في عام 2008، أصيب مأمون بسرطان في النخاع الشوكي، ما أدى إلى شلل نصفي جعله يعتمد على كرسي متحرك. بحث عن العلاج في السعودية، وسوريا، وألمانيا، والتشيك، لكن النتيجة كانت قبول القدر والعمل على تحويله إلى بداية جديدة.

ورغم كل التحديات، لم يسمح مأمون لظروفه أن تكبّله. بل واصل دراسته ونال شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ثم توجّه للتدريب المهني في مجال صيانة الأجهزة المساندة لذوي الإعاقة، مثل الكراسي الكهربائية والمتحركة. ومع مرور الوقت، لم يكن فقط مستخدماً لهذه الأجهزة، بل أصبح خبيراً في صيانتها.

اليوم، يعمل مأمون مع جمعية سواعد الخيرية للإعاقة الحركية في السعودية، ويتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية داخل المملكة وخارجها، خاصة في سوريا، حيث يسعى لتأمين أجهزة تعويضية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. كما درّب العديد من الأشخاص في السعودية، الإمارات، والبحرين، على صيانة هذه الأجهزة، ليمنحهم مهارات عملية تمكّنهم من خدمة أنفسهم ومجتمعهم.

يؤمن مأمون بأن سهولة الوصول إلى الأماكن العامة والخدمات الحكومية أمرٌ جوهري لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، ويقول:
“في السعودية، البنية التحتية مهيّأة بشكل جيد: أرصفة مخصصة، مصاعد، ممرات ميسّرة، وكل ذلك يجعل الحياة اليومية أسهل وأكثر استقلالية. أتمنى أن أرى هذا واقعاً في سوريا، حيث لا تزال الأرصفة غير مهيأة، والطرق محفّرة، والمباني الحكومية تفتقر إلى المصاعد.”

ويضيف:
“عندما يتمكن الشخص من الوصول إلى المدرسة، الجامعة، مكان العمل، أو حتى إلى مطعم أو منتزه، يتحسّن شعوره بنفسه ويزداد إصراره على تحقيق ذاته والمشاركة في بناء مجتمعه.”

يحلم مأمون بأن تكون إعادة الإعمار في سوريا شاملة لاحتياجات ذوي الإعاقة، وأن تُراعى فيها البنية التحتية المناسبة، من طرقات، وأبنية، وخدمات عامة، لتكون سوريا القادمة أكثر شمولاً وعدالة.

قصة مأمون ليست فقط عن تحدي المرض، بل عن إرادة تتجاوز حدود الجسد، لتغدو رسالة أمل وعمل، تقول لكل من يواجه صعوبات: يمكنك أن تنهض… وتبدأ من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *