الإرادة

ليث المبيض… لاعب بلا ذراعين وإرادة لا تهزم

إعداد: محمد مستو

صورة لليث المبيض على كرسي متحرك
الخط

ملخص المحتوى:

ليث المبيض، شاب سوري من مواليد 1996 وُلد بدون سواعد أو كفّي يد، لكنه رفض أن تكون إعاقته حاجزًا أمام طموحه. بدأ مسيرته كلاعب كرة سلة على الكراسي المتحركة عام 2009، وأثبت جدارته رغم التحدي الكبير. مثّل سوريا في بطولات دولية وحقق إنجازات رياضية مهمة. لم يكتفِ بالرياضة، بل حصل على شهادتين جامعيتين في العلوم السياسية والمعلوماتية، وأصبح مدربًا معتمدًا في مجال التصميم الإعلاني، يمتلك خبرة تتجاوز 10 سنوات. كما شارك في عدة مبادرات تطوعية وشغل مناصب مهنية وإعلامية متعددة. ليث هو نموذج ملهم لقوة الإرادة والثقة بالنفس، ويؤمن بأن كل إنسان قادر على النجاح إذا آمن بذاته.

في عالم يضع القيود على من لا يملك، كان ليث المبيض استثناءً يثبت أن الإرادة الحقيقية لا تحتاج أطرافاً، بل قلباً يؤمن بقدرته على صنع المعجزات.

ولد ليث عام 1996، وهو يعاني من عدم اكتمال الأطراف، فقد ولد بلا سواعد ولا كفي يدين. لكن هذه الإعاقة لم تكن يوماً حاجزاً في طريقه، بل كانت الشرارة التي أطلقت رحلته نحو التميز.

بطل في ساحة لا تعرف الشفقة: كرة السلة

رغم فقدانه لذراعيه، اختار ليث واحدة من أكثر الرياضات تحدياً: كرة السلة. بدأ مشواره عام 2009 لاعباً على الكراسي المتحركة، متقناً فنون اللعبة بحماسة لا تلين.
ساعات طويلة من التدريب، وصلت إلى أكثر من 6 ساعات كل ثلاثة أيام، جعلته يتقن التمرير، التسديد، وحتى تنطيط الكرة—كل ذلك من دون راحة يد.

كان لمدربه دور كبير في تطوير هذه المهارات، إذ آمن بموهبته منذ اللحظة الأولى، وابتكر له تمارين تتناسب مع حالته، رافعاً سقف التحدي والطموح.

عام 2016، تلقّى ليث دعوة للانضمام إلى المنتخب الوطني السوري لكرة السلة على الكراسي، ومثّل بلاده في العديد من البطولات الدولية، محققًا نتائج مشرّفة. في بطولة لبنان الدولية، فازوا على الهند ولبنان واحتلوا المركز الثاني. كما تألقوا في بطولة الهند الدولية بفوزهم على منتخبي فلسطين وبنغلاديش.

ليث لا ينسى نادي “الأمل”، الذي كان أول من آمن به ومنحه منصة الانطلاق نحو الاحتراف.

العقل يكمل ما تعجز عنه الجوارح

لم تكن الرياضة وحدها مجاله، فقد اختار ليث أيضًا ساحة الفكر والعلم.
حصل على شهادة في العلوم السياسية عام 2019، كما نال شهادة في تصميم وتطوير المواقع الإلكترونية من الجامعة الافتراضية السورية.

وعلى منصة TEDx AlAzmeh Street، كان ليث متحدثاً ملهماً يروي قصة شغفه وتحول التحدي إلى طاقة إيجابية.

هو اليوم مدرب وخبير معتمد في التصميم الإعلاني الثابت والمتحرك، بخبرة تتجاوز 10 سنوات. يساعد الشباب على دخول عالم الجرافيك ديزاين باحترافية، ويعمل بشكل مستقل على ابتكار الهويات البصرية والعلامات التجارية وتطوير محتوى وسائل التواصل الاجتماعي.

صوت فاعل في العمل المجتمعي

إلى جانب كل إنجازاته، يكرّس ليث وقته للعمل التطوعي. فقد شارك في أنشطة العديد من الجمعيات والمنظمات مثل: مؤسسة نور، الأونروا، منظمة التنمية السورية، مؤسسة جيلنا، وفريق الإعاقة انطلاقة.

كما شغل مناصب عدة، أبرزها مسؤول العلامة التجارية في شركة MTN، والمكتب الإعلامي لفريق “فيونكات”، وكان مصممًا ومدرباً في عدة مبادرات شبابية.

رسالة ليث: لا مستحيل مع الإيمان بالنفس

ليث يؤمن أن في داخل كل إنسان جوهرة، تظهر حين نؤمن بذاتنا ونحب ما نفعله. المسافة لا تعني شيئاً… المهم هو أن نصل.
في عالم يضع المعايير على الجسد، أعاد ليث تعريف النجاح بمعاييره الخاصة: الشغف، الإصرار، والإيمان بأن الحياة لا تدار بالأطراف بل بالعقول والقلوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *