الإرادة

صدمة التغيير وأثر الأحداث الأخيرة على الحالة النفسية للسوريين لقاء مع د. هنادي السلاخ

اعداد: كريم خربوطلي

ظن السوريون أنهم اعتادوا على الحرب وبشاعتها، فعلى مدار 14 عاماً من الحرب اختبروا ويلاتٍ جسدية ونفسية، إلا أن تسارع الأحداث الأخيرة وسقوط نظام الأسد بـ 12 يوماً و دخول هيئة تحرير الشام و فصائلها إلى دمشق خلّفت أثراً نفسياً عميقاً وأحدثت صدمة في وجدان السوريين داخل وخارج سوريا.

تطورت الأحداث بشكل سريع ومربك، فوجد السوريون أنفسهم أمام مستقبل طال انتظاره حتى نسوا أنه موجود وماض عاشوه دون أن يدركوا خباياه.

مما أثار مشاعر متباينة من الفرح والخوف، التفاؤل والحزن، الحرية والغضب، خصوصاً مع فتح المعتقلات وظهور جرائم النظام من خلف الأبواب الموصدة إلى الشاشات. هذه المشاهد، رغم ما حملته من شعور بالأمان عند تحرير المعتقلين، سرعان ما حلت محلها مشاعر حزن وغضب عارمين تجاه تلك الجرائم.

الأثر النفسي للأحداث وكيفية التعامل معه ونصائح حول التعامل مع الصدمة تقدمها الدكتورة هنادي السلاخ، وهي أخصائية نفسية ومدربة تطوير مهارات نفسية واجتماعية.

الأثر النفسي للأحداث وكيفية التعامل معه

تحدثت  د. هنادي السلاخ عن الأثر النفسي الكبير  لهذه التطورات، وذكرت أن السوريين “يمرون بمرحلة تغيير جذري وشامل  في بنيتهم النفسية والمجتمعية.” وقسمت الدكتورة السلاخ استجابات السوريين إلى فئتين:

  1.  المتكيفون مع التغيير: وهم أشخاص تابعوا الأخبار، وشاركوا في التجمعات و الساحات، وتمكنوا بسرعة من التعبير عن أنفسهم والتفاعل مع المتغيرات.

  2.  المتأثرون نفسياً: أشخاص أظهروا أعراضاً نفسية وجسدية كنوبات الهلع، الخوف الشديد، الكوابيس، واضطرابات النوم، خاصة الأطفال الذين تأثروا بتوقف المدارس فجأة.

نصائح للتكيف مع الصدمة

قدّمت د. السلاخ مجموعة نصائح للسوريين وخاصة المتأثرين نفسياً  للتعامل الصدمة:

  • البعد عن مصدر الإزعاج:كمتابعة الأخبارالصادمة وتجنب الحديث المستمر عن الوضع الراهن.

  • محاولة العودة التدريجية للحياة اليومية “من خلال ممارسة الأنشطة المنزلية والعودة إلى العمل بشكل تدريجي لتحقيق استقرار نفسي.”

  • طريقة التعامل مع الأطفال: و تتمثل بـ “ضبط ردود أفعال الأهل أمام الأطفال لتجنب نقل مشاعر الخوف أو القلق إليهم.”

  • مواجهة الخوف من الطيران والقصف:ويتم هذا من خلالتفعيل العقل المنطقي لتقليل الانفعال والخوف من خلال استيعاب التجربة المتكررة وتعلم التعامل مع الظروف بشكل تدريجي”.

الأعراض الطبيعية ومتى نطلب المساعدة والدعم

طمأنت د. السلاخ الناس بأن مشاعر الخوف واختلاط المشاعر المتباينة هو أمر  طبيعي، لكنها أكدت أهمية مراقبة الأعراض. “إذا تجاوزت هذه الأعراض 6 أشهر دون تحسن، يجب على الأشخاص مراجعة مختصين نفسيين لتلقي العلاج المناسب.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *