الإرادة

رياضة المرونة والشمول: كرة الهدف في يوم لا يُنسى من المنافسة الودية

اجتمع كثير من المكفوفين والمبصرين يوم الثلاثاء الماضي لحضور المباراة الودية لكرة الهدف. تركوا همومهم الحياتية اليومية جانباً للاحتفال بالحياة و الاختلاف من خلال رياضة كرة الهدف.

وكرة الهدف عبارة عن كرة فيها جرس مخصصة للمكفوفين وضعاف البصر، وتتكون مباراتها من فريقين، يضم كل فريق ثلاثة لاعبين، وتقام على شوطين مدة كل منهما 12 دقيقة، وطول الملعب 18 متراً وبعرض 9 أمتار.وتسمح قواعد اللعبة بمشاركة اللاعبين ذوي الإعاقة جزئياً في البصر للتنافس مع اللاعبين المكفوفين، عبر وضع لاصق على العينين لضمان التغطية الكاملة لهما..

أصبحت كرة الهدف لعبة، وهي لعبة ذات شعبية متزايدة في السنوات الأخيرة كوسيلة لتعزيز الانسجام وبناء العلاقات المجتمعية.

مع وصول اللاعبين، كان الجو الصاخب في صالة كرة السلة بملعب تشرين واضحاً، حيث تدفق المشاركون المتحمسون والمؤيدون من المشجعين إلى المكان.

يهدف هذا الحدث، الذي نظمته جمعية رعاية المكفوفين مع فريق اقرأ بعيوني إلى” تعريف الناس بهذه الرياضة . والتوعية بألعاب المكفوفين. وكل ما يتعلق برياضتهم .” كما يقول وسيم كناكرية مدير فريق اقرأ بعيوني التطوعي.

الواضح من خلال اللعبة ومشاركة المبصرين مع المكفوفين بها بأنها تساهم في تعزيز الشمولية وجمع الناس معاً على الرغم من اختلافاتهم من خلال الانخراط في الألعاب الرياضية وتعزيز العمل الجماعي. “هدفنا من خلال هذا النشاط أن أن نبين للناس الإمكانيات والمهارات الكبيرة التي يمكن أن يمتلكها الكفيف” كما صرح شفيق حماصنة رئيس جمعية رعاية المكفوفين في دمشق .

وسط الهتافات والضحك، تم تشكيل الفرق، قأصبح الغرباء زملاء وhلأصدقاء منافسين، كل ذلك بروح المنافسة الصحية واللعب النظيف. وبدت الفرحة على وجه علي أسعد الذي تم تكريمه خلال هذه الفعالية، وهو لاعب منتخب سورية بالرياضات الخاصة وحاصل على أكثر من 13 ميدالية ذهبية.

أعرب علي عن سعادته بالتكريم ووصف الفعالية بأنها “تسلط الضوء على اللعبة الشديدة الشعبية والأولى للمكفوفين مما يؤكد قدرتهم على المشاركة بأي فعالية رياضية، وهذا ما يشجعهم ويعطيهم الدعم اللمطلوب.”

أما محمد علي درة لاعب كرة الهدف الذي بدأ مشواره الرياضي بهذه اللعبة منذ كان في العاشرة من عمره، فيلمح إلى الواقع الصعب والتحديات التي تواجه هذه اللعبة ويقول: نتمنى من الاتحاد والشباب أن تتطور كرة الهدف في سورية ويصبح لدينا دوري وبطولات”.

 

بينما أشار كامل حمدان مدير ألعاب المكفوفين في اتحاد الرياضات الخاصة إلى الآثار السلبية التي تركتها الظروف الصعبة التي تعيشها سورية على واقع هذه الرياضة، وقال بأن هذه الرياضة”موجودة في سورية منذ عام 1989 ومنتشرة في 11 محافطة، وكانت بحاجة دائما إلى تطوير وتنمية ، ولهذا فقدنا القدرة على الاستمرار بها. بفترة من الفترات تألقت هذه اللعبة ثم اختفت بسبب الأحداث التي تعيشها سورية، وحالياً نحاول إعادة احيائها”.

ومع حلول المساء وانتهاء يوم حافل بالتشجيع والروح الرياضية العالية اختتم الحدث باحتفال صادق بجميع المشاركين، ليس فقط لإنجازاتهم الرياضية، ولكن أيضًا لإظهارهم الرائع لإرادة لا تتزعزع وتصميم على بناء مجتمع متناغم تغنيه الاختلافات بدل أن تضعفه.