إعداد: ماريا قيومجيان
في إطار مبادرة “سوريا الصغرى”، انطلقت في جرمانا أولى فعاليات “تراكم – التجمع الفني”، حاملةً معها مشروعاً فريداً يجمع بين الفن، المجتمع، والسياسة تحت عنوان “دولة فارماكون”.
هذا الملتقى ليس مجرد معرض فني، بل مساحة للبوح والتأمل، وصرخة بصرية ضد قمع يُمارَس بأدوات الإدمان وتجارة الموت. “فارماكون”، الكلمة اليونانية التي تعني الدواء والسمّ في آنٍ معاً، تلخص بعمق تناقضات الواقع السوري، حيث يُعاقَب الضحية، ويظل الجلاد في مأمن.
المعرض: تفكيك الحرب والإدمان
يسعى المعرض إلى تفكيك العلاقة المظلمة والمعقدة بين الحروب وتجارة المخدرات، حيث يصبح الإدمان وسيلة للسيطرة، لا مرضاً يحتاج إلى شفاء. في سوريا، تحولت حبوب الكبتاجون من علاج إلى سمّ، من وسيلة طبية إلى أداة حرب. ورغم تجريم استخدامها داخلياً، ظل النظام يموّل ميليشياته من أرباحها.
هذه التناقضات تُجسَّد داخل فضاء المعرض الذي أُقيم في مركز مكافحة المخدرات بجرمانا، ليحوله الفنانون إلى مساحة مؤقتة للحوار، وبصيص أمل لأن يصبح مركزًا حقيقيًا لإعادة التأهيل.
ما بين الجريمة والعقاب… حكاية شعب
“دولة فارماكون” ليست فقط دعوة للتأمل في مأساة الإدمان، بل محاولة لإعادة تعريفه. فالإدمان ليس جريمة، بل صرخة ألم في وجه نظام سياسي واقتصادي يستغل أجساد الناس وأرواحهم. بينما يجرّم المتعاطون ويُزج بهم في السجون، لا يُحاسب من صنع السمّ وصدّره.
هذا المشروع يتحدى السائد: أن الإدمان يجب أن يُواجَه بالرحمة لا بالوصم، بالعلاج لا بالقمع، بالفن لا بالسكوت. يسعى المعرض إلى كسر الصمت، وتسليط الضوء على الضحايا الذين حُوّلوا إلى جلادين، بينما بقي المستفيد الحقيقي في الظل.
فنانون وفنانات شاركوا في الحلم:
أليسا عازر، انجي حمادة، براء علوم، برهم العوض، بسام الحجلي، جيهان القطان، خالد الزيلع، خالد بركة، خلود اللحام، دارين الشلق، دنيا أيوب، ربا قرقوط، ربيع خليل، ربيع حيدر، رغد منذر، رهف رضا، رشا الشوفي، رياض الشوفي، روان زهر الدين، رؤى بريك هنيدي، سلام سلوم، سليمان عبيد، سماح عدوان، سناء داود، صفوان جمول، عبير بريك هنيدي، عبير كيوان، فجر شيخ الحارة، ماجد الأطرش، مايا القطان، مجدولين العلي، ميرنا المحيثاوي، ميسم البلعوس، مهيب بركة، ندى عقل، نادر باكير بدر الدين، نور رضا، نيفين الخوري، نسروان ناصيف، نيسان بشير، هادي عبيد، لجين غنيم، مفيدة الديوب، وسيم الحميدي.
إشراف فني ورؤية مبدعة:
الفنان خالد بركة، مؤسس ومدير منظمة “ثقافة مشتركة”، قاد هذا المشروع بالتعاون مع تجمع “تراكم”، وبدعم من المجتمع الأهلي والمدني في جرمانا، وعشرات المتطوعين والمتطوعات.
دعوة للزيارة
المعرض مستمر حتى 10 أيار 2025 يومياً من الساعة 5 مساءً حتى 9 مساءً جرمانا، حي الوحدة، حارة الحمام، جانب المستوصف