محمد مستو
يحتاج بعض الأفراد أو كبار السن أو ذوو الإعاقة إلى الرعاية والاهتمام، فقد لا يجدون رعاية طويلة الأمد في منازلهم من أفراد عائلتهم، وقد لا تتوفر البرامج التي تقدم الدعم لهم لأن هؤلاء الأفراد يحتاجون إلى تفرغ وعناية كبيرة بهم، مما يضطرهم للانتقال إلى دور الرعاية الخاصة للاهتمام بهم.
البداية
بدأت قصة دار الحياة وإقامتها منذ 16 عاماً، عندما قامت السيدة هويدا زهوة باستضافة إحدى السيدات المسنات للعناية بها بطلب من أولادها، فشعرت السيدة زهوة بالسعادة الكبيرة كلما قدمت لها الطعام أو أي شيء آخر، فكانت تدعو لها بالخير والهناء والسعادة، من هنا بدأت السيدة زهوة بفكرة إقامة دار للمسنين وذوي الإعاقة ورعايتهم، وكانت البداية من منطقة المليحة, فقد استأجرت منزلاً من طابقين طابق للرجال وطابق للنساء.
من بعدها انتقلت إلى مدينة دمشق، واستأجرت منزلاً في دمشق القديمة،وبدأت العمل.
تستقبل الجمعية النزلاء ضمن الدار رجالاً ونساءً، من عمر الـ 15 عاماً إلى عمر ما فوق الـ 100 عام ولا يوجد أي شروط لقبول النزيل بالدار، وحالياً يوجد 39 نزيلاً تُقدم لهم كافة الخدمات، منهم من هو مصاب بالزهايمر أو الخرف، وهناك حالات إعاقة مختلفة، عقلية، نفسية، جسدية، توحد، شلل دماغي.
أهداف الجمعية وخدماتها
تهدف الجمعية إلى رعاية المسنين وذوي الإعاقة بحالاتهم كافة، من إيواء حيث تؤمن لهم السكن الملائم والمريح والغرف النظيفة، فهناك طاقم من الموظفين يهتمون بنظافة الغرف والأسرّة والنظافة الشخصية للنزيل من غسل الملابس وكيها على مدار اليوم و إكسائهم بملابس جديدة إذا توفرت، وخاصة في الأعياد والمناسبات السعيدة كالذهاب إلى نزهة أو حفلة معينة.
ويوجد طباخ يقوم بطهو الطعام يومياً، وتقدم لهم ثلاث وجبات “إفطار، غداء، عشاء” ويتم تحقيق رغبات النزلاء باختيارهم للطعام الذي يحبونه.
وهناك أيضاً طبيب على مدار الساعة يقوم بفحص النزلاء، فبعضهم مريض بالسكري والبعض مريض بالضغط، وهناك أمراض أخرى تتطلب وجود طبيب دائم مع فريق من الممرضين، وفي حال أحد النزلاء احتاج إلى مشفى تقوم الجمعية بتأمين سيارة إسعاف لنقله ومتابعة حالته إلى أن يشفى ويعود إلى الدار ويستقبل بطريقة رائعة من قبل النزلاء وفريق الدار ليشعر أن هناك أشخاصاً ينتظرونه وأنه بين أهله .
تقيم الدار أنشطة ترفيهية وحفلات غنائية وموسيقية بالتعاون مع جمعيات أخرى، وكل من يريد تقديم الدعم للنزلاء بكافة أشكاله، وهناك برامج دعم نفسي واجتماعي، قد تكون فردية أو جماعية، فهناك نزلاء يجيدون حياكة الصوف وغيرها من الأعمال المهنية فتقوم الدار بتأمين كل ما يلزم لهذا الغرض .
الطموحات
تطمح جمعية دار الحياة بشراء عقار يصبح ملكها، حتى تبني عليه داراً نموذجية من حيث البناء المنظم والتهوية الصحية وحديقة جميلة ومجهز بكافة سبل الراحة، وأن يكون فيه مستوصف كامل أو مشفى مصغرة، ومكتبة للقراءة والمطالعة، لذلك تناشد إدارة الجمعية أهل الخير لدعمهم لتحقيق هذا الطموح.
أيضا تتمنى الجمعية من أهالي النزلاء القيام بزيارة أبنائهم وأقاربهم بشكل دائم لكي لا يشعروا بأنهم بلا أهل أو إخوة.