المعري
هو واحد من أقوى متحدي الاعاقة في العالم دون المجاهرة خبها..تحدى الاعاقة منذ أكثر من عشرة قرون وسطر اسمه في التاريخ حتى يومنا ..رائع في فكره عظيم في فلسفته .. قوي في علمه ومتفرد في نهجه..
فكثير تحدوا الاعاقة بالعمل والجهد والاختراع أما هو فتحداها باللغة والشعر ..هو صاحب رسالة الغفرانوالقصائد والمقولات التي يرددها الناس ليومنا هذا أنه ابو العلاء المعري الملقب برهين المحبسين.
أما هو فقال عن نفسه أنه رهين ثلاثة محابس فما هي تلك المحابس التي حبسته دون أن تقعده عن العمل .
قيل له يوماً:
نحن حتى الآن يا أبا العلاء لا نستطيع أن نعرف موقفك من قضايا كثيرة، الموت.. الحياة.. الخلود..
ـ لأنكم لا تبصرون مثلي.
◆ أتقولها وأنت الأعمى ونحن المبصرون.
ـ أنتم تنظرون ولا ترون.. فالحقائق لا ترى بالعين المجرّدة.. ولكن بعين القلب وعين العقل.
لم تمنعه الاعاقة البصرية عن تلقي العلم الذي طلبه في حلب وعدد من المدن الشامية في ذلك الحين. بدأ بكتابة الشعر عم عمر مبكر في الحادية عشرتميز بشدةالذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطركلها مع لذعة الحرمان من نعمة البصر منحته قدرات مذهلة على استيعاب اللغة والإبداع فيها شعرا ونثراة ، حتى كأنه ـ وهو الأعمى ـ في كتاب مفتوح ـومنحته معها القدرة على خلق عوالم كاملة تؤدي فيها اللغة دور البطولة ، إلى جانب غايات فكرية ونفسية وفرت وقودها أطراف مختلفة من الثقافات ، تستنفد اضطرامه الداخلي ، وحيرته العميقة في فهم ما يقوم من حوله ، أو ما يقال فيه. لم يسع إلى مال أو شهرة أو سلطة..