إعداد: محمد مستو
في عالم يمكن أن يُحدث فيه الدمج والفرص تغييراً جذرياً في حياة الأشخاص، تقف مؤسسة بيسان كرمز للأمل والتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة.
تُعنى مؤسسة بيسان بتعزيز الاستقلالية، داعمةً الأفراد في اكتشاف وتطوير مواهبهم الخاصة، سواء في مجال الرياضة، الفنون، أو غيرها. ولا يقتصر عملها على ذلك فحسب، بل تُدرك المؤسسة أهمية وجود مجتمع داعم، فتقدم للآباء التدريب اللازم على استراتيجيات التعليم، مما يُسهم في بناء شبكة من الأسر المُطلعة والقادرة. كما تنشط مؤسسة بيسان في المدارس والمجتمعات المحلية لرفع مستوى الوعي بين الأطفال وتشجيع القبول والاندماج على نطاق واسع. بتعزيز التفاهم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المهارات والثقة للنجاح، وهكذا تمهد مؤسسة بيسان الطريق لمجتمع أكثر شمولاً..
ا
التأسيس
انطلقت الفكرة كمبادرة شخصية من المخرج المسرحي السيد محمود الخطايبي، الذي قام بالعمل مع الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية مدرباً للرياضة، حيث أشرف على تدريبهم في التمثيل والمشاركة في مسرحيات تُعرض في مناسبات متعددة، وبالأخص في يوم المعوق العالمي.
اكتسب السيد محمود خبرة كبيرة في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي تدريبهم وتأهيلهم وفقاً لأفضل الأساليب التربوية. بعد ذلك، قرر إنشاء مؤسسة ترعى هؤلاء الأشخاص وتُعني بهم، وتم إشهار مؤسسة باسم “بيسان” في عام 2024، مخصصة لرعاية ذوي الإعاقة.
تستقبل المؤسسة الأطفال من عمر ٣ سنوات حتى ١٥ سنة، وتفتح أبوابها للأطفال ذوي الإعاقات العقلية كالتوحد ومتلازمة داون، إلى جانب الأطفال الذين يواجهون تأخراً عقلياً وصعوبات تعلمية.
أهداف المؤسسة
تسعى المؤسسة لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم بفعالية في المجتمع ليكونوا معتمدين على أنفسهم. كما تهتم بالكشف عن المواهب وتنميتها، سواء كانت رياضية أو فنية أو في أي مجال آخر. تلتزم المؤسسة بتدريب الأهالي وإرشادهم إلى أفضل الطرق التربوية للتعامل مع أطفالهم، وتعمل على توعية الأطفال وتحقيق التقبل والاندماج لهم في المجتمع والمدارس.
أقسام المؤسسة
تضم المؤسسة عدة أقسام، منها قسم تنمية المهارات الفكرية والحياتية، قسم تعديل السلوك، وقسم معالجة اللغة والكلام، وتعتمد في عملها على فريق من الاختصاصيين التربويين المؤهلين للتعامل مع الأطفال ضمن خطط تربوية مصممة خصيصاً لكل حالة، حيث يتم تشخيص الحالة وتقييمها ومن ثم وضع خطة فردية يتم العمل بها في القسم المناسب. كما تنظم المؤسسة أنشطة فنية ورياضية وترفيهية للأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، تنظم المؤسسة دورات تدريبية للراغبين في العمل مع ذوي الإعاقة، مثل دورات التوحد وصعوبات التعلم وغيرها، وتقيم ورش عمل للأهالي لتوعيتهم ودعمهم نفسياً، نظراً لوجود العديد من الأسر التي لا تزال تشعر بالحرج بسبب وجود طفل لديها من ذوي الإعاقة.
التحديات والطموح
التحديات والصعوبات دائمًا ما تواجه أي عمل، لكن الأمل والتفاؤل يظلان موجودين لتجاوز هذه العقبات. من بين هذه التحديات، مشكلة المواصلات ونقل الأطفال من وإلى المؤسسة، حيث يوجد ارتفاع شديد في الأسعار. والتحدي الآخر أنه لا توجد تبرعات كافية لتغطية جميع نفقات المؤسسة، لكن هناك جهود مستمرة للحصول على الدعم اللازم للمضي قدمًا وتجنب التوقف.
مجلس أمناء المؤسسة يأمل في الحصول على المساعدة لتسهيل مهامهم المتعلقة بالأنشطة الخارجية، مثل تنظيم الرحلات والزيارات إلى حديقة الحيوانات بدعم من فرع المرور.
تطمح المؤسسة إلى لعب دور فعال في المجتمع، ورعاية عدد كبير من ذوي الإعاقة، وتوسيع نطاق نشاطها ليشمل جميع المناطق لتوعية المجتمع بقضايا الإعاقة والتعاون مع جميع الفئات لدعم ذوي الإعاقة.
وتأمل المؤسسة أن تترك بصمة دائمة من خلال أنشطتها وخططها العلاجية، وأن يظل اسم بيسان لامعاً دائماً، لأن بيسان هي عنوان للعطاء.
رابط الجمعية على الفيس بوك
https://www.facebook.com/share/1DWukJ6gWn/