المناخ في سورية بعد زلزالين وحرب

في هذا الوقت الذي قطع فيه الصراع المسلح أجساد السوريين ودمر بنية البلد التحتية وأعدم أساسات الزراعة والمياه والصرف الصحي و الطاقة النظيفة وغير النظيفة واستبدالها بطاقة سامة (تقطيع أشجار، أمبيرات… الخ) في هذا الوقت الحرج ضرب الزلزال سورية وترك شعبها غارقاً بإحصاء الجثث و ألحق بدوره أضراراً كبيرة بالبنية التحتية والمباني وترك الألاف بلا مأوى متسبباً بأضرار جسيمة للمزارع وأنظمة الري مما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي. كما تسبب بتدمير مرافق وخطوط الأنابيب لمعالجة المياه مما ادى إلى محدودية الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، في حين أن الأراضي الزراعية المتضررة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض إنتاج الغذاء ومحدودية وصول المجتمعات المحلية إلى الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يخلق النزوح الناجم عن الزلازل المزيد من التحديات في الوصول إلى موارد الغذاء والماء، فضلاً عن زيادة المنافسة على الموارد بين المجتمعات.

من المتوقع أن تحدث أزمة طويلة الأمد في سورية ما لم تحدث معالجة المشكلة. ويبدو أن مشاكل الأمن الغذائي والمائي وأيضا البيئي بدأت بالتفشي من سورية إلى دول الجوار.

وبالاضافة إلى خطر الأمراض المنقولة تسبب الزلزال في مشكل جيولوجية حتى أن بعض المجتمعات الساحلية شهدت تعدياً من مياه البحر حتى عمق 200 متر داخل اليابسة، مما أدى بدوره إلى حدوث فيضانات في المنطقة كما أن العديد من سفوح التلال معرضة لخطر الانهيارات الأرضية، وتظهر صور الأقمار الصناعية أدلة على العديد من الانهيارات الأرضية والانهيارات الصخرية والتي يمكن أن تؤدي إلى أضرار إضافية على البنية التحتية
تتطلب معالجة آثار الزلازل على الأمن الغذائي والمائي جهوداً منسقة من الحكومة والمنظمات الإنسانية لتوفير الإغاثة في حالات الطوارئ والحلول طويلة الأجل لإعادة بناء البنية التحتية ودعم المجتمعات المتضررة. مع الحاجة إلى إعادة بناء الطرق وخطوط الأنابيب وإعادة توجيهها وبما أن المجتمات تتأثر عكساً مع نسبة تحضرها فكلما زادت ضعفت المخاطر، فمن المرجح أن تتأثر سورية بشكل كبير بهذه الكارثة الطبيعية. فقد رأى الباحثون أن الزلزال حين يحدث في دول متطورة يكون أقل ضرراً بسبب توفر الإسعافات الأولية وأعمال الإغاثة وإنشاء الأبنية وفق المواصفات والشروط العالمية للبناء والتي تكون غالباً مضادة للزلزال. بناء على هذه المعادلة من المتوقع أن تحدث أزمة طويلة الأمد في سورية ما لم تحدث معالجة المشكلة. ويبدو أن مشكلات الأمن الغذائي والمائي وأيضاً البيئي بدأت بالتفشي من سورية إلى دول الجوار.