الإرادة

الله يصبر قلب أمي: كفيف ينجو بعد سقوطه من نهر بردى

نجا شاب سوري من ذوي الإعاقة البصرية بعد سقوطه في أحد فروع نهر “بردى” بالقرب من رئاسة جامعة “دمشق” جراء تخريب جزء من السور الحديدي.

وفي وقت تعرض الكفيف إبراهيم حولاني لإصابات طفيفة فقط، فإن الحادثة أعادت إلى النقاش أهمية تأمين محيط مجرى النهر منعاً لوقوع حوادث مشابهة، وطالب الشاب الجهات المعنية بتأمين حقوق المكفوفين وسلامتهم وكتب على صفحته على الفيسبوك ” لا نريد الحد الأقصى من الأمان لأنه حلم بعيد المنال في بلادنا، نريد الحد الأدنى منه.. لماذا لا يوجد سور هناك؟ سؤال أوجهه إلى محافظة دمشق”.

وروى حولاني في منشور له على صفحته على الفيسبوك تفاصيل حادثة الغرق، وقال إنه كان يسير قرب المتحف الوطني عند نزلة “جسر الرئيس”، عندما سقط في النهر نتيجة انكسار السور المعدني الذي من المفترض أن يحمي المشاة. ووصف مشاعره قائلاً: ” يا رب صبر قلب أمي.. هاد آخر شيء قلته وأنا أغرق في نهر بردى”، وكتب حولاني الحاصل على شهادة الماجستير في الحقوق إنه خسر هاتفه الذي يعتمد عليه في دراسته، مضيفاً “لست أحزن على الهاتف لأن رب العالمين موجود ورح يعوضني، لكنني أحزن أن الجهات المعنية لا يعنيها سلامة آلاف المكفوفين الذين من حقهم السير في طرق آمنة”.

والشاب الكفيف إبراهيم حولاني مولود في حمص عام 1988، وفقد عينه اليمنى بسبب ضربة سكّين، وبعدها بثلاث سنوات تسبب خطأ طبي في فقدان عينه الأخرى. وفي السنة التي تلتها، تعرض لخطأ طبي آخر أصاب عصب السمع، ما أدخله في عزلة كاملة عن العالم، حيث عاش في ظلام وصمت لمدة عشر سنوات.

ويقول إبراهيم في منشور يروي قصته الاستثنائية إنه تمكّن عام 2005 من استخدام سماعات طبية أعادت إليه جزئياً حاسة السمع، وغيرت مجرى حياته، حيث سيطر عليه حلم دخول الجامعة، رغم أن عمره كان عشرين عاماً، ولم يكن قد أنهى بعد المرحلة الابتدائية.

وبسبب شرط العمر لم تقبله أي مدرسة، بما في ذلك المدارس المخصصة للمكفوفين. لكنه لم يستسلم، وحصل على شهادة مكنته من التقدم إلى امتحانات التعليم الأساسي في عام 2010. ورغم قلة الموارد وصعوبة الحصول على المناهج المناسبة للمكفوفين، تمكن إبراهيم من النجاح بمجموع 222 درجة.

وتم قبوله في كلية الحقوق جامعة البعث عام 2011، لكن بسبب الأحداث التي تعرضت لها سورية، تركت عائلة إبراهيم حمص وانتقلت إلى دمشق، واضطرر أن يتوقف عن دراسته مدة سنتين، حتى استطاع الانتقال إلى كلية الحقوق في جامعة دمشق، والتخرج منها عام 2019، بل وإكمال ماجستير في إدارة العلاقات الدولية والدبلوماسية.

تحديث
إرادة التقت ابراهيم حولاني وأجرت معه هذا اللقاء