اعداد: كريم خربوطلي
أبصر المكفوفون في سوريا نوراً جديداً من الحرية، بعد سنوات طويلة من الظلمات . في ساحة الأمويين، مقر جموع المحتفلين بسقوط النظام، رفع المكفوفون أصواتهم بلغة بريل، مؤكدين أن لحظة التحرر هي بداية جديدة لشريحة طالما عانت من التهميش والإقصاء، ورافضين الظلام الذي غلف حقوقهم لسنوات. جاءت هذه الوقفة الاحتفالية بدعوة من فريق “اقرأ بعيوني” التطوعي، بمشاركة جمعيات أهلية مثل جمعية الوئام السورية للنساء الكفيفات ومدرسة بسمة أمل للمكفوفين. كانت اللافتة التي رفعت بلغة بريل رمزاً واضحاً لرغبتهم في التحرر من قيود الماضي، مع رسالة تؤكد أنهم جزء أصيل من المجتمع السوري.
سقوط النظام: بداية التحرر من القيود
وسيم كناكرية، رئيس ومؤسس فريق “اقرأ بعيوني” التطوعي، أوضح أن هذه الوقفة لم تكن مجرد احتفال، بل رسالة تعكس أمل المكفوفين بمستقبل أفضل. وأكد أن سقوط النظام يعني سقوط القيود التي كبلت حقوق ذوي الإعاقة لعقود، مشيراً إلى أن المجتمع السوري بحاجة ماسة لدمج جميع فئاته، بما فيها المكفوفون، في عملية بناء الوطن.
ذكريات الأمل والحزن: المكفوفون في مواجهة الظلم
محسن مقلة، كفيف وناشط في قضايا الإعاقة، وصف ساحة الأمويين بأنها أصبحت رمزًا للحرية. تحدث عن مشاركته لدعم القيادة الجديدة، معبرًا عن فرحته بخروج ذوي الإعاقة من السجون بعد سنوات من المعاناة. وأضاف أن النظام السابق أهمل شريحة المكفوفين تمامًا، ولم يدرك أهمية دورهم في بناء وتطوير المجتمع، مما يجعله يأمل أن تكون المرحلة المقبلة مختلفة تمامًا.
النساء الكفيفات: أصواتهن حاضرة في بناء سوريا الجديدة
ميساء السقا، رئيسة جمعية الوئام السورية للنساء الكفيفات، عبرت عن فرحتها بأبيات شعرية ملهمة، دعت فيها إلى بناء وطن يليق بجيل الشباب. بينما أكدت صبحية عقاد، أمينة سر الجمعية ومدرسة لغة عربية، أن هذه اللحظة تمثل تحريراً حقيقياً لسوريا، متمنية أن يشهد المكفوفون واقعاً أفضل. بدورها، أوضحت غرام سليمان، عضو الجمعية، أن مشاركتها جاءت لتؤكد أن النساء الكفيفات يمثلن جزءاً مهماً وأساسياً من مكونات الشعب السوري، وأنهن مستعدات للمساهمة في إعادة إعمار سوريا.
آخر ذكرى مؤلمة: تركة النظام للمكفوفين
في لحظات الفرح، لم يغفل المكفوفون عن استذكار الألم. شعارهم في الوقفة “نحن فئة المكفوفين بالحرية مبسوطين” حمل أملاً كبيراً بمستقبل أفضل. إلا أن حادثة سقوط الشاب الكفيف إبراهيم حولاني في نهر بردى قبل شهر من هذه الوقفة، بقيت ذكرى أليمة تذكرهم بإهمال النظام السابق لهم وحقوقهم.
رسالة المكفوفين: نحو مستقبل مشرق للجميع
وقفة المكفوفين الاحتفالية في ساحة الأمويين لم تكن مجرد احتفال بسقوط النظام، بل كانت أيضاً رسالة أمل وشجاعة. عبروا فيها عن تطلعاتهم لمستقبل يعترف بحقوق الجميع، ويمنحهم الفرصة ليكونوا جزءاًفاعلاً في بناء سوريا الجديدة.