نور أتاسي
الإعاقة لا تعني النهاية.. هذا ما رسخت له السينما العالمية في العديد من الأفلام الشهيرة والملهمة.. مؤكدةً أن كثيراً ما تكون الصعوبات التي يواجها الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أشكالها هي اللحظة التي تغير مسار حياتهم، إذ يكتشفون جوهر أنفسهم ونقاط قواهم التي تفضي بهم إلى نجاح لم يتوقعه أحد.
مرَّ منذ أيام اليوم العالمي لذوي الإعاقة الذي يوافق الثالث من شهر كانون الأول / ديسمبر من كل عام، وبهذه المناسبة سننكر بعض من أهم الأفلام التي غيرت الصورة العامة عن ذوي الإعاقة على أن نتناولها بالتفصيل لاحقاً:
في السينما العالمية
أعجوبة – Wonder
نجوم على الأرض (فيلم هندي من بطولة وإخراج: عامر خان) – Taare Zameen Par
المنبوذون – The Intouchables
أنا سام – I am Sam
راي – Ray
قدمي اليسرى – My left Foot
أسود – Black
رجل المطر – Rain Man
فورست غامب – Forrest Gump
عطر امرأة – Scent of a Woman
وفي السينما العربية – المصرية تحديداً نذكر:
الكيت كات للمخرج داود عبد السيد وبطولة النجم الراحل محمود عبد العزيز.
أمير الظلام للنجم عادل إمام والمخرج رامي الإمام المأخوذ عن فيلم عطر امرأة بطولة الممثل العبقري آل باتشينو.
التوربيني بطولة شريف منير وأحمد رزق وإخراج أحمد مدحت المأخوذ عن الفيلم الأميركي رجل المطر بطولة الممثلين توك كروز وداستن هوفمان.
استطاعت السينما الأجنبية أن تسبق السينما العربية بأشواط في مجال تقديم قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة حتى كادت معظم الأفلام العربية التي تناولت هذه القضية مقتبسة عن تلك الأجنبية.. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على الحاجة الماسة لتوعية القائمين عن صناعة السينما العربية بأهمية إنتاج أفلام أصيلة مأخوذة من واقعنا العربي لعرض مشكلات المعاقين دون مجاملة أو تسفيه.. لأن هذه الشريحة تشكل قسماً لا بأس به من مجتمعاتنا، وطرح قضاياها ومعالجتها من خلال السينما سيكون له الأثر الكبير في تغيير النظرة النمطية عنها واستبدالها بأخرى واقعية وإيجابية.
أما السينما السورية فحالها حال السينما العربية مُقلة في تناول قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة، نذكر من إنتاجاتها:
فيلم رسائل شفهية إنتاج 1991 للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، الذي لعب فيه الممثل فايز قزق دور شاب له أنف كبير الحجم بالنسبة للحجم الطبيعي للأنف، فيحاول جاهداً التخلص من هذا العيب الخلقي بطرق مختلفة، ويعاني نوعاً ما من إعاقة ذهنية مرتبطة بأنه ابن قرية بسيطة، حيث تتمحور قصة الفيلم حول علاقة الناس البسطاء ويتحدث عن الحب والصداقة والأمل والألم.
أيضاً فيلم دمشق مع حبي إنتاج 2010 للمخرج محمد عبد العزيز الذي يظهر فيه النجم الراحل خالد تاجا مشلولاً على كرسي متحرك حيث يموت في الدقائق الأولى تقريباً من الفيلم في إيطاليا بعد ساعات قليلة على وصوله تاركاً وطنه سورية، وكأن المخرج تنبأ بما سيحدث للغالبية العظمى للسوريين بعد اندلاع الثورة.
كذلك يظهر الممثل فارس الحلو في الفيلم بدور جندي سابق فقد إحدى ساقيه في حرب لبنان، لكنه يبدو ساخراً من إعاقته عندما يتهكم عن تأخره في جلب ساقه من محل التجهيزات الطبية فيتسكع في شوارع دمشق على المسند الطبي.
الفيلم يتحدث عن فكرة الرحيل عن المكان الذي عندما يتركه الإنسان يترك فيه ذاكرته.
ورغم أن تقريراً للأمم المتحدة يُقدر أن نسبة 28 في المئة من السوريين في الداخل السوري هم من ذوي الإعاقة مما يعني ثلث سكان سورية، ناهيك عن الأعداد الهائلة من السوريين ذوي الإعاقة النازحين خارجها.
تشمل هذه النسبة الإعاقات الذهنية والنفسية إلى جانب الإعاقات الجسدية التي نجم معظمها عن الحرب التي عاشها هؤلاء.
إلا أن السينما السورية ورغم ظهور العديد من الأفلام الروائية (القصيرة والطويلة) والأفلام الوثائقية التي تناولت موضوعات الثورة والحرب على سورية، قضايا اللاجئين والحصار، الاعتقال والتعذيب، داعش والجماعات الإسلامية المسلحة، المتطوعين وأصحاب الخوذ البيضاء وشاركت في مهرجانات سينمائية عالمية ونالت العديد من الجوائز الهامة… ما تزال لم تُقدم كما يجب أفلاماً يكون موضوعها الأساسي عن الإعاقة في زمن الحرب أو يكون أبطالها من ذوي الإعاقة الناجمة عن الحرب.
من فيلم دمشق مع حبي