أم واحدة قادررة على تغيير العالم لخير طفلها أو طفلتها فما بالك بمجموعة أمهات اجتمعن على الخير..
مجموعة من أمهات مدينة التل قررن اشعال شمعة في مدينتهن بعد أن لاحظن أن فيها عدداً لا يستهان به من ذوي الاعاقة . تلاقت أهداف الأمهات وقررن تغيير الواقع وتأسيس جمعية أمهات الخير.. فتأسست الجمعية لتعنى بالمساكين والفقراء من أبنائها وخاصة شريحة ذوي الإعاقة، سواء كانت جسدية أو بصرية أو سمعية أو ذهنية .
بالحديث مع السيدة هدية عرنوس رئيس مجلس ادارة جمعية أمهات قالت “تعنى الجمعية بشرائح مهمة في المجتمع مثل الأيتام والأرامل والمطلقات، والشريحة الأهم والمنسية في المجتمع شريحة ذوي الإعاقة، فقد قمنا في الجمعية بمد يد العون لهم ومساعدتهم تعليمياً ونفسياً واقتصادياً لأننا لاحظنا أن في المدينة أعداداً لا يستهان بها من ذوي الإعاقة ومن هنا قررت الجمعية دعمهم”.
أهداف الجمعية وخدماتها
أكدت السيدة عرنوس أن الجمعية تقدم المساعدات العينية والمادية من خلال قوائم مسجلة موجودة في الجمعية لـ “400” شخص من ذوي الإعاقة، إما معينات حركية أو ملابس أو مبالغ مادية أو أي شيء يتم التبرع به للجمعية وتقوم الجمعية بدورها بتوزيعه على المستفيدين، كما تم إطلاق مشروعي كفالة يتيم وكفالة معوق على مدار السنة بحيث يحصلوا على رواتب شهرية ، وتعمل الجمعية على إقامة دورات تدريبية مهنية تمكن الشباب من الدخول في سوق العمل، مثل الحلاقة الرجالية والنسائية ، ودورات تعلم حياكة الصوف، والمكياج، ودورات الـ icdl، وبرامج المحاسبة واللغات، كما تقيم الجمعية دورات مجانية تعليمية لطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية وخاصة أثناء الفترة الامتحانية ودعمهم نفسياً .
وأشارت أن الجمعية تقوم بأنشطة كثيرة خلال العام وخاصة خلال شهر رمضان المبارك حيث تقدم حوالي /150/ وجبة غذائية توزع على المحتاجين والفقراء طيلة الشهر الكريم، وأيضا تقيم مأدبة إفطار صائم للأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم، ويتم توزيع معايدات مادية وعينية، وتقيم أيضاً حفلات ومسرحيات هادفة .
وتضيف السيدة عرنوس “تم افتتاح مركز ورود الخير لتأهيل وتدريب الأطفال ذوي الإعاقة ولدينا /50/ طفلاً حالياً موزعين على عدة أقسام حسب حالة كل طفل، فالمركز يستقبل أطفال التوحد ومتلازمة الداون والتأخر العقلي والأطفال الذين لديهم اضطراب لغة وكلام ” مشكلة بالنطق ” ومؤخرا تم فتح شعبة لتعليم الكبار بالتعاون مع دائرة تعليم الكبار بوزارة الثقافة “
آلية عمل الجمعية
عن كيفية استقبال الأطفال في المركز تقول الآنسة أميرة مراد مديرة المركز “يأتي الطفل مع أهله ويتم تسجيل اسمه ليتم حجز دور له للتشخيص من قبل دكتور التربية الخاصة المختص، وبالتالي تحديد حالته بشكل دقيق من خلال عدة اختبارات، بعدها يحدد وضعه إن كان طفل توحد أو تأخر عقلي أو لديه مشكلة بالنطق” تضيف مراد “بعدها يوضع في القسم المناسب للعمل لديه من قبل الاختصاصية وفق خطة فردية لفترة من الزمن يحددها الدكتور وبعدها يكون هناك تقييم لوضعه مرة أخرى، ماذا استفاد خلال هذه الفترة وما هي الإيجابيات والسلبيات ومن ثم يخضع للتدريب لفترة أخرى وهكذا” .
أما عن أقسام المركز تقول مراد “المركز يتألف من عدة أقسام أولها قسم تعديل السلوك حيث يعمل على تعديل السلوكيات الخاطئة للطفل، وضبط الطفل في حال كان لديه فرط حركة شديد، وأيضا هناك قسم اضطراب اللغة والكلام أو ما يسمى مشكلات النطق عند الأطفال، فمنهم من لا يستطيع الكلام أبدا ومنهم من ينطق بعض الحروف وبعض الجمل، وهنا تقوم الاختصاصية بتدريب الطفل على النطق ضمن خطة يضعها الدكتور، فهناك تقييم لكل مرحلة لنلاحظ مدى التطور لدى الطفل، أيضا لدينا قسم التنمية الفكرية يتم فيه تدريب الطفل على مهارات الحياة والنظافة الذاتية واعتماده على نفسه، والأهم من ذلك شعبة تعليم الكبار للأطفال الذين لديهم إعاقات ذهنية متوسطة إلى الخفيفة ولديهم القدرة على أن يتعلموا ويحصلوا على شهادة محو أمية أو تاسع لنصل بهم إلى مرحلة يستطيعون القراءة والكتابة من خلال منهاج مخصص لتعليم الكبار بالتعاون مع وزارة الثقافة، كما يوجد لدينا قسم العلاج الفيزيائي وفيه عدة أجهزة متطورة ومعالج فيزيائي مختص يعالج الحالات الموجودة في المركز والتي هي بحاجة علاج أو حتى حالات من خارج المركز ولو بعمر كبير ” .
تأمل جمعية أمهات الخير من المجتمع المحلي من التعاون والتفاعل والدعم أكثر لتستطيع الجمعية تخديم عدد أكبر من الحالات، وترجوأيضاً من الأهالي الذين لديهم حالات إعاقة ألا يخجلوا من وضعهم وأن يأتوا بهم إلى الجمعية وتسجيلهم حتى يستفيدوا من خدماتها.