فلم “أساسيات الرعاية” “The Fundamentals of Caring,” دراما كوميدية غير عادية، بطولة بول رود، كريج روبرتس وسيلينا جوميز، عُرضت لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي عام 2016. القصة تدور حول بن (يلعبه بول رود) وهو كاتب حزين يعاني من عدم قدرته على الكتابة مجدداً بعد مأساة شخصية، لذا يصبح مقدم رعاية. يحصل على وظيفة لرعاية تريفور، وهو شاب (يلعب دوره كريج روبرتس) يعاني من مرض الضمور العضلي Duchenne Muscular Dystrophy.. تريفور ساخر وذكي ومحبط بشكل واضح من حياته المحدودة. تريفور لا يطاق- إلى حد ما – لكن بن يرفض السماح له بالاستمرار في الشعور بالمرارة. يقرر الاثنان الذهاب في رحلة برية لزيارة بعض أغرب المناطق على جانب الطريق في أمريكا ومقابلة والد تريفور المنفصل عن أمه. يحاول تريفور تجاوز قلقه بشأن الرحلة والمخاطر التي تشكلها والتي تعكس مخاوف والدته التي تبالغ في حمايته. في هذه الرحلة ، يتعلمون قبول أنفسهم والبدء في العيش بطريقة أخرى. في حين أن الفيلم لا يعتمد على أحداث حقيقية،إلا أنه يقدم نظرة ثاقبة لمشاكل التعايش مع الإعاقة وتقديم الرعاية دون الاستسلام للعاطفة المفرطة أو الغرق في الكثير من الأحداث الدرامية كما يحدث في العديد من الأفلام الأخرى.

تنبيه: قد يكشف هذا المقال بعض أحداث الفيلم.
أدرت مقلتاي وزممت شفتي عندما قرأت وصف Netflix لفيلم The Fundamentals of Caring” بأنه “كوميدي ملهم، حيث يقوم شاب متقوقع على نفسه ومقدم الرعاية له برحلة معا على الطريق، ولكن ينتهي بهما الأمر بالعثور على الأمل والصداقة”. “ملهم؟” “أمل؟” أنها كلمات تصور دائماً الشخصيات ذات الإعاقة، على الرغم من حقيقة أننا كأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة لا نحب كثيراً أن تكون هذه هي الصورة النمطية لنا في الأفلام”. لكن بكل الأحوال كان عليي أن أشاهد الفلم وسأدعو أي شخص لمشاهدته سواء كان لديه إعاقة أم لا.
انتبه! فالفلم ليس مصدر إلهام تقليدي كالذي نراه عادة في السينما، عندما يتم توزيع الأوسمة على المعاقين لأنهم فعلوا الأشياء التي يقوم بها الأشخاص غير المعوقين. يدور هذا الفيلم حول بن الذي يتقدم للحصول على وظيفة كمقدم رعاية، لتريفور، وهو مراهق يعاني من ضمور عضلي ويستخدم كرسي كهربائي.
يصحبنا الفلم في رحلة إلى عالم العلاقة بين المعاق ومقدم الرعاية، ويقدم بعض التفاعلات الإشكالية بين بن وتريفور (منها إجبار تريفور على التبول واقفًا في وقت لا يريد هو ذلك)، يتلمس الفيلم إشكالية صعوبات التوافق بين المعاق والذي يقدم له الرعاية. كلا بن وتريفور سريعي البديهة، ساخرين ومتهكمين. هذه التشابهات التي قد تبدو سطحية، تفسح لهما المجال لفهم أعمق لبعضهما، وتتيح لـبن الفرصة لتلبية احتياجات تريفور الخاصة بشكل أفضل.
من خلال بناء هذ الرابط العاطفي بينهما يتعلم تريفور كيفية التحدث إلى الأخرين خاصة الفتيات، ويشعر بأهمية الحرية والاستقلال وبأن حياته يمكن أن تكون أكثر رحابة من مجرد الجلوس في المنزل ومشاهدة التلفزيون وتناول الفطائر.
يصور الفلم أيضاً، الأم إلسا، وهي تمثل الأهل شديدي الحماية، وأيضاً المغلقين على عواطفهم أحياناً. تذكرنا الأم بذلك الخط الفاصل بين لنوايا الحسنة لأفراد الأسرة اوالحاجات الحقيقية لذوي الإعاقة. في حين أن الأسرة قد ترغب في “الحفاظ على سلامتنا” ، فإن مهمة مقدم ارعاية هي مساعدتنا في عيش حياتنا بشكل مستقل.
هذا حقيقي في عالم الإعاقة، إن أفضل الأصدقاء وأقرب أفراد الأسرة هم من يسمحون لنا بالخروج من فقاعاتنا واستكشاف العالم. أيضاً، من يمنحنا حرية الأختيار، تجربة الحياة بطريقة لم نكن لنتمكن من الحصول عليها لو تم النظر إلينا من خلال إعاقتنا.
ما يعجبني في الفلم أنه كان قادرًا على تصوير شخص معاق دون التركيز على قصة حياة حزينة وفي نفس الوقت دون الغرق في “كليشة” الإلهام والأمل. على عكس ما يعتقد الكثيرون، لدينا آراء ، ولا نجلس طوال الوقت لنقدم امتناننا لكل من يفعل أصغر شيء لمساعدتنا. نحن نفضل أن يتم تصويرنا كأشخاص عاديين، لدينا علاقات عاطفية وواجبات في العمل وهموم مالية وأطفال لنقوم بتربيتهم، حتى أن الكثير منا لديه صفات شخصية غير لطيفة كالغرور أو الكذب أو الجبن. تخيلوا!!!
في النهاية، هل كنت سأحب أن يلعب الدور شخص معاق حقيقي؟ نعم. لا أجد من المنطقي أبداً أن يمثل شخصًا غير معاق دور شخص معاق. لكن بالنسبة للفيلم نفسه؟ استمتعت به حقا وأدعوكم لرؤيته.